كلما بدأت في كتابة موضوع ارتعش واشعر بالخجل
خوفا من "المطبات" النحوية القاتلة
، كنصب الفاعل ورفع المفعول لأجله أو إعطاء شأنا للمجرور والمنصوب ، ويتعقد الأمر أكثر عندي عندما يتعلق
الأمر بجملة فيها "المفعول فيه"...
وتعود بي ذاكرتي إلى الوراء البعيد ، أيام الطفولة و السنين التعليم الأولى متذكرا ذلك المشهد والضحكات الساخرة للأصدقاء الصغار وهم غارقون في الضحك من الجملة التي كونتها وفيها "الجار و المجرور"...
وتعود بي ذاكرتي إلى الوراء البعيد ، أيام الطفولة و السنين التعليم الأولى متذكرا ذلك المشهد والضحكات الساخرة للأصدقاء الصغار وهم غارقون في الضحك من الجملة التي كونتها وفيها "الجار و المجرور"...
و مازالت ذاكرتي
تختزن تلك الضحكات الساخرة ، عندما طلب
مني معلم مادة النحو، تكوين تلك الجملة التي سببت لي عقدة نحوية مستديمة تلازمني عند بدء
كتابة أي موضوع ...
لاحظت أن كل التلاميذ كونوا من قبلي جمل تحتوي على حرف في : ركبت في القطار، ركبت في الطائرة، الخ ... وعندما جاء دوري قمت بحماس لتكوين جملة وفي ذهني ستكون الأحسن من الجمل السابقة التي كونها هؤلاء الأصدقاء من قبلي ،طمعا في كسب رضا المعلم والتفوق على من سبقوني ...
قلت بكل ثقة نفس : ركبت في الحمار ، وإذ بقاعة الدرس تنفجر ضحكا بما فيهم المعلم وأصيبت بالدهشة و الخجل ولم أفهم السبب إلا بعد أن هدأت القاعة وتوقفت تلك الضحكات الساخرة و جلس المعلم بجانبي قائلا لي :
لاحظت أن كل التلاميذ كونوا من قبلي جمل تحتوي على حرف في : ركبت في القطار، ركبت في الطائرة، الخ ... وعندما جاء دوري قمت بحماس لتكوين جملة وفي ذهني ستكون الأحسن من الجمل السابقة التي كونها هؤلاء الأصدقاء من قبلي ،طمعا في كسب رضا المعلم والتفوق على من سبقوني ...
قلت بكل ثقة نفس : ركبت في الحمار ، وإذ بقاعة الدرس تنفجر ضحكا بما فيهم المعلم وأصيبت بالدهشة و الخجل ولم أفهم السبب إلا بعد أن هدأت القاعة وتوقفت تلك الضحكات الساخرة و جلس المعلم بجانبي قائلا لي :
يا صغيري ، "الحمير خلقت للركوب عليها وحمل
الأثقال عليها ...." و لا شيء
آخر إلا عليها وتذكر دائما "عليها"...
مضيفا ، وهي دائما تكون (أي الحمير) مجرورة وعلامات جرها الخضوع و الخنوع وضربها و اهانتها كلما اقتضى الأمر ذلك ...
مضيفا ، وهي دائما تكون (أي الحمير) مجرورة وعلامات جرها الخضوع و الخنوع وضربها و اهانتها كلما اقتضى الأمر ذلك ...
لأن بدون ذلك لن
تكون مطيعة أو سهلة الركوب "عليها" . فهمت في تلك اللحظة
المعنى النحوي ، لكن لم أفهم المعنى المجازي إلا
بعد حين...
المهم، كلما تذكرت ذلك المشهد انفجرت ضاحكا
أكثر مما ضحك علي هؤلاء الأصدقاء الصغار
والمعلم. وتمنيت لو أن الأيام ترجع إلى الوراء لأشاركهم ضحكهم ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.11.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق