Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

25 أكتوبر 2011

هل يجوز أكل لحوم الذئاب ؟

أحد الأشخاص سأل عالما جليلا هل يجوز أكل لحم الذئب بعد قتله ، أجابه ذلك العالم بعدم جواز أكل لحمه. أعاد عليه السائل وذكر العالم بان الذئب مجرم وفي رقبته جرائم عدة. أجابه العالم: " مالك ومال جرائم الذئب ، أنت قتلته وانتهى الأمر"...
السائل يعرف ، بدون أدنى شك ، أن أكل اللحوم الذئاب تماما كما من يأكل لحوم الكلاب ، وهو يعلم علم اليقين ،بدون أدنى شك، أيضا ، أنه لا يجوز فعل ذلك لكنه يبحث عن فتوى تجيز له ذلك لترفع عنه الإثم ...
تذكرت كل ذلك ، وأنا اقرأ وأسمع عن بعض "مشايخ الفتاوي" وهم يجيزون قتل الأسير والتمثيل بجثته ، كما حصل للزعيم الليبي "معمر القذافي" ، رحمه الله ، الذي تمكن خصومه من الحصول على فتاوي تجيز لهم فعل ذلك ...
رغم أن إسلام واحد أركانه ثابتة لا يجوز قتل الأسير حتى لو كان خارج الملة . ومعمر القذافي حتى لو كان متهم بجرائم أو غير ذلك فهو ليس خارج الملة . وإذا كان كذلك ، يعني ارتكب كل ما قيل عنه من تلك الجرائم ، يستوجب محاكمته من محكمة مؤهلة شرعا و قانونا ...
لا يعرف في أي زاوية من الدين الإسلامي تبيح التعدي على حرمة الأموات و اهانة الجثث وأرواحها عند خالقها وعرضها و هي شبه عارية للفرجة و التشفي والقيام بأعمال شائنة و مشينة على جثة أسير و هو يحتضر يخجل منها الشيطان نفسه...
أما في كل مرة يخرج علينا شيخا بفتوى جاهزة ، تارة الذين يموتون غرقا هربا من الفقر و الجوع والبطش فهم ليسوا شهداء بل مصيرهم جهنم و بئس المصير ...
لأنهم أرادوا الهروب من القضاء و القدر وكان عليهم الصبر والموت جوعا وحرمانا لكي يرضى عنهم هؤلاء "المشايخ" و بالتالي يكون مصيرهم أفضل عند موتهم...
وآخرون ، أي المشايخ، يفتون للناس الخروج عن الحاكم "حرام" حتى ولو كان ذلك الحاكم أستاذا في فنون القتل وزهق الأرواح في الشوارع و الساحات العامة وتحويل البلاد إلى ارض محروقة...
أو المشايخ الذين أجازوا الاستعانة بالآخرين خارج الدين و الملة للإطاحة ب "الطغاة" لكن في النهاية أطيح بالأوطان وانتهاك حرمة أحرار المسلمين وهلك الحرث و النسل . أو الذين أفتوا للغزاة أن ليس هناك مانع شرعي في تنفيذ حكم الإعدام في مسلم صبيحة عيد المسلمين...
وبالتأكيد لو انتصر معمر القذافي على خصومه لوجد مشايخ يتسابقون في تقديم له فتاوي على المقاس بأن من ثاروا ضده هم ملة خارجة عن الدين ويستحقون الشنق في الساحات العامة و لا يجوز غسلهم أو دفنهم في مدافن المسلمين وربما يفتوا له برمي جثثهم في أعماق المحيطات و ليس البحار لتأكلهم القروش ، لأن ذلك النوع من الأسماك لا تعيش إلا في أعالي المحيطات...
على هؤلاء المشايخ أن يعرفوا أن هذا العصر ليس عصر الآباء و الأجداد الذين كانوا يستغلون جهلهم وفقر معلوماتهم الدينية والدنيوية ، و أن يدركوا ، أي هؤلاء المشايخ، أنهم في عصر مختلف تماما وأن هذا جيل أيضا مختلف تماما و لا يمكن التلاعب به...
وإذا كان الإنسان يحي الثورات النظيفة البيضاء. فان ما حصل في ليبيا نقيض ذلك تماما و لا يمكن أن يبشر بالخير.لأن لا يمكن بناء دولة أسسها الثأر و الانتقام وكل شخص يأخذ قانونه بيده ...
و بالتأكيد العقيد معمر القذافي ليس "مقطوع من شجرة" ، فهو حكم البلاد لمدة أكثر من أربعة عقود وله أنصار و تابعين ومن وراءه عشيرة و قبيلة بالتأكيد لا يرضيها تلك المشاهد البشعة و الشنيعة التي ارتكبت في حق زعيمهم و ابنهم...
وهنا مكمن الخطر ، بدل أن تبنى دولة على أسس الشرع والقانون تصبح دولة أسسها الثأر والانتقام والفتاوي الجاهزة، مثلها مثل الوجبات الجاهزة المعروضة على "حواشي" الطرقات...







بلقسام حمدان العربي الإدريسي
25.10.2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق