تم التطرق في مواضيع سابقة عن حالة الأسواق وكيف تم احتكارها بشكل تام و كلي من طرف التجار ، أين أصبح التاجر هو اللاعب الوحيد في الميدان وأصبح هو "الخصم و الحكم" بدل أن يكون خصما فقط وأصبح أيضا طرفي المعادلة بدل أن يكون طرفا فيها يقابلها طرف اخر هو الزبون ومن المفروض هو من يحدد نتيجتها ...
للإنصاف ، هذه الوضعية لا يتحملها التاجر لوحده وإنما يشاركه فيها بالقسط الأكبر ،على الأقل ، الزبون الذي تخلى بشكل "مذل و مهين" وتنازل لهؤلاء التجار عن جميع حقوقه وأصبح عبارة عن "صندوق دراهم" يحملها ليفرغها بسهولة و بساطة في جيب هؤلاء التجار وفي كثير من الأحيان بدون مقابل حقيقيي "كما وكيفا" نصبا و احتيالا.
الأخطر من كل ذلك ، أصبح آخر شيء يفكر فيه أغلبية هؤلاء التجار احترام هؤلاء الزبائن الذين رضوا وضعهم هذا . وإذا كان في الدول ما وراء البحار الزبائن فيها يعرفون قيمتهم الحقيقة وأنهم ليسوا طرفا في المعادلة و انما هم "طرفي المعادلة" ، و هم الملوك بدرجة أباطرة والتاجر عندهم عبارة عن "خادم" يلبي طلباتهم و رغباتهم وهو "خاشع"...
العكس صحيح لزبائن الذين نصبوا عليهم تجارا لا علاقة بالتجارة إلا بالاسم ، "ملوكا" و "أباطرة" ورضوا بأن يكونوا لهم خدما يسمونهم سوء المعاملة ويبخسونهم أموالهم و أشياءهم و هم ينظرون...
بأم عيني أشاهد في زبائن أمام التجار وكأنهم على أبواب جمعيات خيرية في "يوم مسغبة" يتذللون أو متسولون على أرصفة الشوارع في أيام " مخمصة".
درجة الاحتقار وصلت بهؤلاء التجار أن لا يتركون لهؤلاء "أشباه الزبائن" رؤية حتى الميزان وهو مركون في مكان سري من المحل لا يراه إلا هو (التاجر) و ثلاثة أرباع من السلع الموزونة عبارة عن أتربة ، مكانها اللائق "المزابل" و ليس بطون الناس ...
درجة الاحتقار وصلت بهؤلاء التجار أن لا يتركون لهؤلاء "أشباه الزبائن" رؤية حتى الميزان وهو مركون في مكان سري من المحل لا يراه إلا هو (التاجر) و ثلاثة أرباع من السلع الموزونة عبارة عن أتربة ، مكانها اللائق "المزابل" و ليس بطون الناس ...
الأقبح من كل ذلك ، بعض هؤلاء التجار من "بائعي فواكه وتمور"... تصل بهم درجة الوقاحة والاحتقار استعمال ميزان جيرانهم بائعي الأسماك ، وعلى المرء تخيل المشهد....
ويصل الأمر في بعض الأحيان بهؤلاء التجار النطق بكلام بذيء وغير اللائق لا ينقصه إلا التأديب البدني اتجاه هؤلاء الزبائن بدون أدنى رد فعل يناسب ذلك التطاول أقله مقاطعة ذالك التاجر، وعلى المرء تخيل مصير تاجر يقاطعونه الزبائن.
وليس شرط تأديب جماعي لكل التجار ، و انما يكفي فقط تأديب "كبراء القوم"، وكبير القوم هنا هو "الجزار" . جزارون انسوا الناس لون ومذاق اللحوم الحمراء، وكيف يكون حال "جزارا" يقاطعونه الزبائن لمدة أيام فقط وخاصة اذا كان الفصل صيفا ...
وبالخصوص أن اللحوم الحمراء يمكن الاستغناء عنها مالها من أضرار على صحة الناس من "الكولسترول " وأمراض "الشريان و القلب" ... كما تأكده في كل مرة الدراسات الطبية . وأغلبية الناس تعاني من هذه الأمراض ، إذن هذه فرصة بضرب عدة عصافير بحجر واحد " رجيم و تأديب"...
وبتأديب هذا الأخير، أي الجزار، بالتأكيد جاره بائع اللحوم البيضاء سينتابه الخوف و الفزع وصولا عند بائع الخضروات وهو يرى ما حل بهؤلاء "كبراء القوم" . كما فعل الزوج الذي أراد "يوم الدخلة" تأديب الزوجة وأمها في وقت واحد بضربه وقتله قطة (كما يقول مثل شعبي عامي) ...
خلاصة الكلام ، أن هذه الوضعية يتحملها بشكل مباشر و رئيسي الزبون والذي أصبح عبارة عن مفعول به في حالة نصب مبني للمجهول ...
بمعنى لا احد أصبح يعيره أدنى اهتمام ، في جملة من المفروض أنه هو الفاعل مرفوع وعلامة رفعه نقوده وتاجر من المفروض أيضا أنه اسم مجرور وراء ما يدفعه الزبائن...
بمعنى لا احد أصبح يعيره أدنى اهتمام ، في جملة من المفروض أنه هو الفاعل مرفوع وعلامة رفعه نقوده وتاجر من المفروض أيضا أنه اسم مجرور وراء ما يدفعه الزبائن...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
08.10.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق