صدام حسين عبد المجيد التكريتي ، رئيس جمهورية العراق حكم البلد طيلة عقود ، بغض النظر عن رأينا فيه أو كيف تم الوصول إلى هرم السلطة والاحتفاظ بها واحتكارها ومخططات و النيات الواضحة في التوريث على قاعدة السائدة و المعمول بها في العالم العربي ...
الرجل
تعرض إلى آخر "بهدلة" ربما تكون استثنائية على الأقل في العصر الحديث،
من اعتقال وإذلال مبيت في محاكمات تطغى عليها التشفي وروح الانتقام أكثر منها
تطبيق العدالة وإحقاق الحق ...
رغم
أن في نظر القانون الدولي المعمول به الرجل كان أسير حرب ، وقع في
الأسر بعد عملية غزو واحتلال غير شرعيين في نظر من نفس القانون الدولي ...
بمعنى
أوضح الرجل طبقت عليه "عدالة الانتقام" وليست "انتقام
العدالة" من طرف قوة الاحتلال وتعتبر جريمة اختطاف وقتل مع سبق الإصرار و
الترصد وعملية إشهار و تعدي على حرمة الموتى ...
العجيب
في الأمر ، الكثير من زعماء العرب منهم من
أيد صراحة وعلنية عملية الإعدام في صبيحة عيد المسلمين ، ربما منهم من
يكون ساهم حتى في إسراعها و إتمامها ...
ومنهم من كان يبحث ويصوغ في مبررات لتلك النهاية
المأسوية للنظام أبيد عن آخره وسقوط الدولة العراقية وتفكيكها وتسليمها كقطع
"غيار مستعمل" إلى أعداء و جهات كانت تنتظر في هذه الفرصة منذ أمد...
رغم
أن الأصول تقول مهما اختلف شخص مع جاره ومهما وصلت العداوة بينهما من شجارات
وخصومات تكون بعضها وصلت حتى إلى محاضر الشرطة وأحكام القضاء ...
فلا يمكن بأي حال من الأحوال السماح للصوص أو مجرمين اجتياز سياج أو
سطح بيته للاعتداء على جاره و سرقته
و بهدلته والاعتداء على حرمته...
الأكثر
من ذلك ، تلك الأصول تجبر الشخص الدفاع عن
جاره بكل ما أوتي من قوة وإمكانيات لا
تسليمه هو أو أفراد عائلته يكونوا قد فروا إليه هربا من هؤلاء اللصوص ...
فما الحال إذا كان ذلك الجار أخ و شقيق حتى ولو
كان غير شقيق ، أكثر من ذلك حتى و لو كان " غير شرعي"...
الأكثر
غرابة أن من بين تلك المبررات التي صيغت في ذلك الوقت ، أن صدام حسين كان
دكتاتورا يقتل شعبه بالرصاص الحي و شنقا ...
كأن
هؤلاء "المسوغون" آخر طراز في الديمقراطية والتداول على السلطة
ينبذون التوريث و لا يقتلون شعوبهم إلا بالدبابات و المصفحات التي تطلق زهورا
وعطورا ولا يعلقون على رقاب شعوبهم إلا "السلاسل
الذهبية" بدل أحبال المشانق...
والعجيب
في الأمر ، هناك من يحاول تشبيه نهاية الرئيس العراقي الراحل
صدام حسين بنهاية آخرين منهم من انتهى ومنهم من ينتظر في الطابور
دوره...
رغم
أن المقارنة غير موجودة أصلا ، فالأول ، كما ذكر آنفا ، وقع في الأسر بعد
غزو واحتلال من قوة ضاربة في عفوان همجيتها واستكبارها في مواجهة بلد من الحصار
الصارم إلى الغزو القاتل...
وبين
آخرين وقعوا في اسر شعوبهم أو هربوا تحت جنح الظلام تلاحقهم أحكام قضائية من
محاكم بلدانهم وعند مقارنة المشاهد بين نهاية صدام حسين و"ورثته"
وبين نهاية "الآخرين وورثتهم" نجدها طبق الأصل في شكل النص لكنها مختلفة
جهوريا في المضمون والإخراج...
وكل الدلائل تشير أن صدام حسين
ترك من ورائه لعنات تكون السماء أخذتها بعين الاعتبار تبقى تطارد في
"اللاحقين " إلى يوم الدين...
بلقسام
حمدان العربي الإدريسي
06.08.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق