المقولة المعروفة و الشائعة و المتداولة والتي تقول أن
المكتوب أو بمعنى آخر الرسالة يُمكن معرفة محتواها من عنوانها ، إن هي تحتوي
على أخبار سارة تسعد المرسل إليه أو هي عكس ذلك تماما...
بمعنى ، إذا تلقى الشخص ظرفا في أعلاه خاتم النيابة
العامة لا يمكن له أن ينتظر أنها دعوة لقضاء عطلته الصيفية على ضفاف "جزر
البهاما " ...
وإذا كان الظرف
يحمل خاتم مصالح الأمن أو فروعها المتعددة ، المعروفة و الغير معروفة ، عليه أن
يعرف قبل فتح ذلك الظرف أنه ليس مدعوا لحفل ساهر في إحدى "الفنادق الفخمة" ،
و لربما ذلك الحفل سيجرى له خصوصيا في إحدى الطوابق السفلية المريحة لإحدى
"الفنادق الخاصة"...
وإذا كان الظرف معنون باسم إدارة الضرائب فلا ينتظر المرسل إليه أو يظن إن تلك الإدارة استدعته لتخبره أنه معفي من الآن فصاعدا من دفع الضرائب أو لترد له حتى و لو جزء مما دفعه سابقا . وهكذا. ...
وإذا نظرنا إلى مستقبل الأمة العربية –الإسلامية، بشكل عام ، فان المكتوب حتى هو "باين ومفصل من عُنْوَانُ" . قد يقول قائل أنها قمة التشاؤم ، أو يحاول إفهام وإقناع الآخرين ربما ذلك المكتوب الآتي من النيابة العامة قد تكون دعوة لأداء فريضة الحج أو العمرة مجانا على حساب الدولة ، وأن تلك الدعوة أتته من النيابة بدل وزارة الأوقاف و شؤون الحج ...
أو أن الشرطة استدعت ذلك الشخص لتسليمه دعوة حضور مقابلة في كرة القدم يليها حفل ساهر تعزف على شرف المدعو مقطوعات موسيقية هادئة تهدئ أعصابه المتوترة منذ تلقيه تلك الدعوة ، وأن الدعوة جاءته من الشرطة نيابة عن وزارة الشباب و الرياضة .وهكذا ...
الأمة العربية - الإسلامية ، منذ تفككها وتفتيتها بمخططات محكمة على أيادي مهندسين متخصصين في هندسة التفكيك والتلغيم ، عناوين مستقبلها واضحة المعالم ولا تتطلب حتى قراءة تفاصيلها لمعرفة ملامح ذلك المستقبل الملفوف في الظلام لا يبدو في الأفق أي خيط أبيض لفجر قريب قد يكون آتيا من الشرق . وإذا نظرنا غربا لا يُرى ، إلا طائرات "الناتو" وهي تصنع في "باب عزيزية" جديد يخلف القديم ...
حتى أصبح المرء تنتابه رعشة برودة وسيلان عرق بارد "يتصبب" من جميع أنحاء جسده كلما أراد قراءة تفاصيل الأفق الموجود في ذلك "المكتوب" ، وأصبح المتمعن في الأفق لا يجد إلا ترديد عبارة "الله يستر عاقبة هذه الأمة"...
والتمعن في ذلك "الظرف" وحتى قبل فتحه لمعرفة ما في داخله ينتابه الخوف و الرعب أن الأمة ( العربية -الإسلامية ) ، قد أصبحت أو هي تجاوزت فعلا هامش التاريخ ، وكل القطارات السريعة و الغير سريعة قد فات ميعادها فعلا وكل المحطات أقفلت وعلى أبوابها لافتات مكتوبة بكل اللغات " ليس هناك قطارات أخرى في الأفق" وليس هناك سعاة بريد جدد يحملون مظاريف ربما تختلف عناوينها عن السابقة ...
ويتساءل المرء كيف يمكن لأمة تدارك فجوة عرضها "أضع كم شئت من أصفار" على يمين عدد صحيح من "سنوات ضوئية" وأنها أصبحت ، لا أكثر ولا أقل ، مجرد مستهلكة لما يجود به عقول و أفكار الآخرين على الضفة الأخرى وأنها (الأمة) أصبحت مجرد شيكات على بياض في جيوب وحسابات هؤلاء يتصرفون بها كما يشاءون ...
قد يقول قائل أنها أمة فتية وليس لها من العمر ما يكفي للحكم عليها و على مستقبلها بهذه الطريقة وبهذا الشكل . لكن ، إذا أخذنا معدل سنوات استقلال بلدان العالم-الإسلامي (بدل عبارة تفكيك) نجدها على الأقل أو تقترب من ستة عقود ، وهي مدة ليست بقصيرة في عمر الأمم ...
وهناك أمم و دول أزيلت كليا من خارطة العالم وتم تقسميها و تفتيتها وتدمير كل معالم الحياة فيها ، ومع ذلك وفي أقل من هذه المدة بكثير أعيد تركيبها اقتصاديا ، صناعيا علميا...
وإذا كان الظرف معنون باسم إدارة الضرائب فلا ينتظر المرسل إليه أو يظن إن تلك الإدارة استدعته لتخبره أنه معفي من الآن فصاعدا من دفع الضرائب أو لترد له حتى و لو جزء مما دفعه سابقا . وهكذا. ...
وإذا نظرنا إلى مستقبل الأمة العربية –الإسلامية، بشكل عام ، فان المكتوب حتى هو "باين ومفصل من عُنْوَانُ" . قد يقول قائل أنها قمة التشاؤم ، أو يحاول إفهام وإقناع الآخرين ربما ذلك المكتوب الآتي من النيابة العامة قد تكون دعوة لأداء فريضة الحج أو العمرة مجانا على حساب الدولة ، وأن تلك الدعوة أتته من النيابة بدل وزارة الأوقاف و شؤون الحج ...
أو أن الشرطة استدعت ذلك الشخص لتسليمه دعوة حضور مقابلة في كرة القدم يليها حفل ساهر تعزف على شرف المدعو مقطوعات موسيقية هادئة تهدئ أعصابه المتوترة منذ تلقيه تلك الدعوة ، وأن الدعوة جاءته من الشرطة نيابة عن وزارة الشباب و الرياضة .وهكذا ...
الأمة العربية - الإسلامية ، منذ تفككها وتفتيتها بمخططات محكمة على أيادي مهندسين متخصصين في هندسة التفكيك والتلغيم ، عناوين مستقبلها واضحة المعالم ولا تتطلب حتى قراءة تفاصيلها لمعرفة ملامح ذلك المستقبل الملفوف في الظلام لا يبدو في الأفق أي خيط أبيض لفجر قريب قد يكون آتيا من الشرق . وإذا نظرنا غربا لا يُرى ، إلا طائرات "الناتو" وهي تصنع في "باب عزيزية" جديد يخلف القديم ...
حتى أصبح المرء تنتابه رعشة برودة وسيلان عرق بارد "يتصبب" من جميع أنحاء جسده كلما أراد قراءة تفاصيل الأفق الموجود في ذلك "المكتوب" ، وأصبح المتمعن في الأفق لا يجد إلا ترديد عبارة "الله يستر عاقبة هذه الأمة"...
والتمعن في ذلك "الظرف" وحتى قبل فتحه لمعرفة ما في داخله ينتابه الخوف و الرعب أن الأمة ( العربية -الإسلامية ) ، قد أصبحت أو هي تجاوزت فعلا هامش التاريخ ، وكل القطارات السريعة و الغير سريعة قد فات ميعادها فعلا وكل المحطات أقفلت وعلى أبوابها لافتات مكتوبة بكل اللغات " ليس هناك قطارات أخرى في الأفق" وليس هناك سعاة بريد جدد يحملون مظاريف ربما تختلف عناوينها عن السابقة ...
ويتساءل المرء كيف يمكن لأمة تدارك فجوة عرضها "أضع كم شئت من أصفار" على يمين عدد صحيح من "سنوات ضوئية" وأنها أصبحت ، لا أكثر ولا أقل ، مجرد مستهلكة لما يجود به عقول و أفكار الآخرين على الضفة الأخرى وأنها (الأمة) أصبحت مجرد شيكات على بياض في جيوب وحسابات هؤلاء يتصرفون بها كما يشاءون ...
قد يقول قائل أنها أمة فتية وليس لها من العمر ما يكفي للحكم عليها و على مستقبلها بهذه الطريقة وبهذا الشكل . لكن ، إذا أخذنا معدل سنوات استقلال بلدان العالم-الإسلامي (بدل عبارة تفكيك) نجدها على الأقل أو تقترب من ستة عقود ، وهي مدة ليست بقصيرة في عمر الأمم ...
وهناك أمم و دول أزيلت كليا من خارطة العالم وتم تقسميها و تفتيتها وتدمير كل معالم الحياة فيها ، ومع ذلك وفي أقل من هذه المدة بكثير أعيد تركيبها اقتصاديا ، صناعيا علميا...
بل أصبحت أكثر
قوة من السابق وهي تقود العالم الآن في كل النواحي. للمفارقة ، تلك الدول لا تملك ولو جزء بسيط مما تملكه
الدول العربية- الإسلامية من ثروات المخزونة و المكشوفة . و يتساءل المرء كيف يكون
حال هذه الأمة بدون تلك الثروات...
والثروة الرئيسية لديها ألا أو هو النفط سائر نحو الزوال وكل المؤشرات تشير أن عمره ليس أبدي وانه (أي النفط) هو أيضا "ذائق الموت" ، فقط السؤال المطروح كم بقى من ذلك العمر الافتراضي ، وكيف تكون الأوضاع هذه الأمة بدون نفط ، وكل شيء فيها قائم على النفط و لا شيء إلا ما تجود به صناعة نفط...
هذه الثروة التي وهبها الله لهذه الأمة ، و الله لا ينسى أمة من أممه ، تركت تُستهلك استهلاكا مكثفا وبشكل لاعقلاني من طرف الآلة للدول الصناعية وهي تقول هل من مزيد ، و بالتالي فقد ابتلعت عمليا تلك الدول و في مدة زمنية قصيرة وجد قياسية ، ربما أكثر من نصف ما خزنته باطن الأرض خلال ملايين أو ملايير السنين ...
والسبب في هذا التهافت من تلك الدول الصناعية عليه ( يعني النفط) رخص ثمنه أو قل حتى مجانا في كثير من الأحيان. هذه الدول الصناعية لها البديل و لها مشاريع على الرف من بينها اجتلاب الطاقة من البحار و الرياح و الرمال ومن المواد الزراعية والغير زراعية ...
والثروة الرئيسية لديها ألا أو هو النفط سائر نحو الزوال وكل المؤشرات تشير أن عمره ليس أبدي وانه (أي النفط) هو أيضا "ذائق الموت" ، فقط السؤال المطروح كم بقى من ذلك العمر الافتراضي ، وكيف تكون الأوضاع هذه الأمة بدون نفط ، وكل شيء فيها قائم على النفط و لا شيء إلا ما تجود به صناعة نفط...
هذه الثروة التي وهبها الله لهذه الأمة ، و الله لا ينسى أمة من أممه ، تركت تُستهلك استهلاكا مكثفا وبشكل لاعقلاني من طرف الآلة للدول الصناعية وهي تقول هل من مزيد ، و بالتالي فقد ابتلعت عمليا تلك الدول و في مدة زمنية قصيرة وجد قياسية ، ربما أكثر من نصف ما خزنته باطن الأرض خلال ملايين أو ملايير السنين ...
والسبب في هذا التهافت من تلك الدول الصناعية عليه ( يعني النفط) رخص ثمنه أو قل حتى مجانا في كثير من الأحيان. هذه الدول الصناعية لها البديل و لها مشاريع على الرف من بينها اجتلاب الطاقة من البحار و الرياح و الرمال ومن المواد الزراعية والغير زراعية ...
وحتى من قلب الشمس وما
وراء الشمس .وكل هذه الأمور تجعل المرء يستطيع قراءة مستقبل هذه الأمة من " عنوان
مكتوبها"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.07.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق