Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

25 يوليو 2011

بلاغة الأئمة و إصرار التجار



"مجموعة أهم الأحداث" : ككل أيام الجمعة مع اقتراب شهر رمضان المبارك تجد  الأئمة يركزون  ، على الأقل حسب علمي و محيطي ،  في خطبهم على تذكير التجار بفضائل هذا الشهر الكريم وأنه شهر تجارة أفعال وحسنات مع الخالق  وليست  تجارة مواد وأموال تنتزع نزعا من عذابات و آهات الصائمين.  
 شهر للتوبة والغفران وليس حرمان الناس من نعم الله وإرسال فئات جديدة إلى خطوط ما تحت الفقر ...     وبما أن الأئمة يعلمون علم اليقين ،بفضل تجاربهم السابقة ،  أن خطبهم  مواعظهم  أغلبها أن لم نقل كلها  ، في مهب الرياح و تنطبق عليها المقولة العامية " دخلت من أذن و تخرج من أخرى" لهؤلاء التجار .
 بمعنى ولا أحد منهم ربما حتى يتذكر ما قاله ذاك أو ذالك الإمام  بمجرد انتهاءه  من مسح العرق المتصبب بغزارة من جبينه  بفعل  المجهود الذي بذله  وهو يلقي في تلك الخطبة ، هذا إذا سلمنا جدلا أنهم (أي التجار)  سمعوها  من الأصل ، إذا كانت  أجسادهم  موجودة فعلا  في المسجد ،  تفكيرهم و تركيزهم  قد يكونان  مازالا   في الأسواق...     
حتى يظن المرء أن ذالك الإمام سيقوم في النهاية  بتقبيل رؤوس وأيادي هؤلاء التجار الجالسون  في الصفوف الأولى ، مكانهم المفضل ، لكي يستمعوا إليه هذه المرة و يرحموا الناس على الأقل في هذا الشهر الكريم .
تجار ،  مع بداية قرب حلول شهر رمضان أو أي مناسبة دينية ينتظرها المرء  ، تراهم يسارعون في إطلاق  الإشاعات يمينا وشمالا بأن "المادة الفلانية " الواسعة الاستهلاك ستعرف ارتفاعا  فاحشا هذه المرة.
 عندما تسأل عن السبب ، يأتيك الجواب ، بأن عملة اليورو ، على سبيل المثال ، ارتفعت و يقدم لك تحليلا حتى تحسبه أنه محلل مالي  محنك  جاء للتو من إحدى البورصات العالمية.
 أو يخبرك بأن  البواخر التي تنقل تلك  المواد غرقت في بحار سيبيريا  الغير المتجمدة أو أن قراصنة الصومال اعترضوا طريقها في "أعالي البحار"  ويطالبون بفدية خيالية تؤثر سلبا على ثمنها فيما بعد  في الأسواق ...
وتلك الإشاعات غايتها تهيئة الناس نفسانيا لتلك الارتفاعات المخططة لها مسبقا بأساليب الاحتكار و المضاربة ... ودائما تلك الإشاعات تكون عالية السقف . لأن المستهلك عندما يجد  تلك المواد فيما بعد بأقل من تلك الأثمان المعلنة ،حتى ولو بنسبة قليلة  جدا ، يحمد الله على ذالك ويسارع في اقتنائها.
وللمفارقة ، هؤلاء التجار أو أغلبيتهم يفضلون الصفوف الأولى (كما ذكر آنفا) ليكونوا بالقرب من الإمام وخاصة في العشر الأخيرة من شهر رمضان ، مكثرين من أسئلتهم له ( للإمام )  حتى درجة الإزعاج مستفسرين  عن ليلة القدر ومتى و كيف تظهر لينتظرونها و ينالوا بركاتها  .
كأن ليلة القدر المباركة ، التي وصفها الله ، عز و جل ، بأنها أحسن من 1000 شهر ، كلها شوق و حنين لملاقاة "هؤلاء"  الذين جعلوا حياة الصائمين  "ضنكه" في هذا الشهر الكريم والذين أكلوا ويأكلون أموال الناس بالمضاربة و الاحتكار و الغش والتلاعب بالميزان وراحة بال الناس...





حمدان العربي الإدريسي
25.07.2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق