موضوع
سابق ، تم التطرق فيه للعلاقة الكارثية عندما يتم
"التزاوج" بين الجهل و المال أو عندما يتملك الجاهل المال و الثروة .
وتم التطرق في تلك الموضوع باختصار وبدون شرح "الجاهل إذا تملك المال فهو الهلاك، والمال إذا تملكه جاهل فهو الخراب و الهلاك"...
لأن
جاهل بدون مال فهو خطر محصور في صاحبه أو على أكثر تقدير انعكاساته على المحيط و الآخرين تكون محدودة ، أما إذا تملك المال
والثروة ومن خلالهما الجاه فيصبح تماما مثل البنزين والكبريت يتحول إلى حريق و نار آكلة الأخضر و اليابس ...
ولتوضيح
، الجاهل لا يعني الأمي الذي لا يعرف الكتابة و القراءة والذي لم يأخذ حقه في
التعليم . وإنما الجاهل ربما يكون متحصل على أعلى شهادات التعليمية ومع ذلك عقله و
تفكيره يسودهما ظلام دامس وعلى أبوابها أقفال أصابها الصدأ. والعكس صحيح ، هناك من
أميا عقله منفتح تحسبه متخرج
من أعلى المدارس و المعاهد...
ولتبسيط
الشرح ، على سبيل مثال ، جاهل الذي لا يملك
المال لا يستطيع شراء سيارة ، (قلنا على سبيل المثال) ، آخر طراز شكلا و سرعة
فتجده يمشي على رجليه أو الركوب النقل العام ، فلن يأتي منه أي خطر ...
أما
إذا تملك المال فأول تفكيره
ليس استثماره كما وكيفا في مشاريع يستفيد منه هو أولا و معه الآخرين أو استثماره في تكوين و تعليم أبنائه في أعلى المدارس ليتخرج منهم الطبيب و
المهندس، فيصبح ذا قيمة ومرتبة في المجتمع
...
وبما
أن تفكيره مرتبط بجهل تفكيره وظلام عقله يتجه دائما إلى كل ما
هو ضار له وللمجتمع بدون قراءة العواقب التي تصيبه هو و الآخرين. لأن الجاهل لا يقرأ ولا
يفكر في العواقب ودائما تجده يردد كالببغاء في مقولة "قضاء وقدر" حتى
بدون أن يعرف معناها...
ما يحصل على الطرقات ،(دائما على سبيل المثال و التوضيح)
، من جرائم قتل وزهق أرواح الناس ظلما و عدونا وخراب بيوت مع سبق الإصرار و الترصد
، نتيجة حتمية لهذا
"التزاوج الملعون" بين الجهل و المال ....
لأن المركبات بمختلف أشكالها وأنواعها هي وسائل
نقل نعمها و أفضالها لا يجادل
عليها اثنين . لكنها عندما تقع بين أيادي جاهل فتتحول إلى نقم وأدوات
للقتل وفتك ، بدون رحمة أو شفقة ، بأرواح الناس
والقضاء على آمال ومستقبل الأحياء من أحبائهم و أقاربهم وهدم لبيوت و
تفكيك وتشتيت لعائلات ...
تذكرت كل ذلك و ذكرى السنوية الأولى على الأبواب من ذلك الحادث المأسوي المؤلم
الذي فتك بأربعة عائلات بالتمام و الكمال ، أربعة عائلات أقفلت أبوابها في" رمشة عين" ...
ثلاثة سيدات شقيقات وزوجة شقيقهم ،أم البنات الستة
. منها من كانت تستعد على قدم وساق لحفل زفاف الابن
أو الابنة والأخرى كانت تنتظر بفارغ الصبر نتائج الامتحانات "فلذات
أكباد " لتجعله يوما فرح و لا شيء إلا الفرح ، ليحوله ذلك الحادث "سببه جاهل تملك مالا" إلى أيام للدموع و الأحزان
لا تمحوها سنين و سنين حتى لو ضربت في عشرات
السنين أخرى ...
وأم البنات كانت تصلي ليلا و نهارا ليرزقها الله ولدا تطفي به
شعلة و حرقة ابنها الوحيد الذي قضى عليه ، هو أيضا، منذ مدة حادث مروري ...
من بينهن أيضا أم فقدت زوجها منذ سبعة سنوات تاركا لها ولدين ( 7 و 9 سنوات) ، ليقضي لك الحادث على
أحلام أم عاشت وعانت و شقت كل تلك السنين من أجل كل ما تبقى لها في هذه الحياة
، ولتترك ولديها للمجهول ... اللهم يا رب يا كريم يا قدير لا تجعل المال في أيادي
جهلة القوم وأجعل كيد جهلهم في نحورهم، انك
سميع مجيب.
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.06.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق