Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

3 يوليو 2010

"جرائم الإبادة مع سبق الإصرار و الترصد"




"مجموعة أهم الأحداث" : ما يحصل على الطرقات لا يختلف  إطلاقا ،شكلا و مضمونا، ما يرتكب في حق الإنسانية  من جرائم قتل  وزهق أرواح الناس بالباطل مع سبق  الإصرار و الترصد . الجاني  معروف و أداة  جريمته معروفة أيضا ...   
المركبات بمختلف أشكالها وأنواعها هي وسائل   نقل    نعمها  و أفضالها   لا يجادل عليها اثنين  . لكنها   تحولت إلى نقم وأدوات  للقتل  وفتك   ، بدون رحمة أو شفقة  ، بأرواح الناس والقضاء  على آمال ومستقبل الأحياء من أحبائهم و أقاربهم ...  وهدم لبيوت و تفكيك وتشتيت لعائلات  .
الحادث الذي وقع مؤخرا عينة ، ربما تكون  الأصغر ما يقع في كل ثانية على طرقات حولها الإنسان إلى ميادين "الإبادة الجماعية"  . ذالك الحادث أخذ  ،  كعينة لأن  تفاصليه معروفة  وما حل بضحاياه اللواتي قضين في ذالك الحادث معروفة  أيضا و الماسات و التشتت  التي ستلحق بتلك العائلات  ،  على المدى القريب و المتوسط و القريب ، معروفة  هي أيضا...
أربعة سيدات ، يعني  أربعة عائلات أقفلت أبوابهم في " رمشة عين" .  ثلاثة سيدات شقيقات وزوجة شقيقهم ،أم البنات الستة .  منها من   كانت تستعد على قدم وساق لحفل زفاف الابن أو الابنة  والأخرى كانت تنتظر بفارغ الصبر  نتائج الامتحانات "فلذات أكباد  " لتجعله يوما فرح و لا شيء إلا الفرح ، ليحوله ذالك الحادث إلى أيام  للدموع و الأحزان لا تمحوها   سنين و سنين حتى لو ضربت في عشرات السنين أخرى   ...وأم البنات كانت تصلي ليلا و نهارا ليرزقها الله  ولدا تطفي به شعلة و حرقة  ابنها الوحيد الذي قضى عليه ، هو أيضا، منذ مدة حادث مروري .
من بينهن أيضا  أم فقدت زوجها منذ سبعة سنوات تاركا لها ولدين  ( 7 و 9 سنوات) ، ليقضي ذالك الحادث على أحلام أم عاشت وعانت و شقت كل تلك السنين من أجل كل ما تبقى لها في هذه الحياة ، ولتترك  ولديها   للمجهول ...
بعد كل حادث من هذا النوع تسمع  عبارات " مكتوب" ، و لا مفر من  " القضاء و القدر"...إذا كنا  كمسلمين نؤمن بذالك ، أيضا نؤمن بأن الأخذ  بالحذر و تجنب مسببات التي تؤدي إلى التهلكة واجب و ضرورة .
والإنسان عارف  ومدرك أن السبب الرئيسي من وراء  تلك الماسي  السرعة  و لا شيء إلا السرعة  ... وكل ما كانت السرعة أعلى الماسي تكون أعلى منها و العكس صحيح . ومع ذالك لا يردعه أي شيء عن ذالك لا القوانين المروية و الغير مرورية و لا القوانين السماوية التي تحرم بأن يكون الإنسان سبب و مصدر خطر على أرواح  البشرية التي اعزها و أكرمها خالقها  و آمرها.  
سائقين لا يحترمون حتى الأموات فكيف بأجساد مازالت تنعم بأرواحها.  بأم عيني كنت شاهدا وفي كثير من المرات كيف "هؤلاء" لا يتركون مرور جنازات لأموات ذاهبون  بدون رجعة إلى مثواهم  الأخير  ، بحجة أن أفضلية المرور لهم ؟  ومنهم من "يتشاجر و يشتم " من يحاول نزع عنه تلك "الأفضلية"  . يقابله في بلدان لا تنعم بنعم الإسلام،  وعند مصادفة  مرور  جنازة توقف محركات المركبات و ينزل الراكبون احتراما و تبجيلا لذلك الميت...
وليعلم هؤلاء السائقين أنهم مهما حاولوا إقحام  "أعذار غيبية" أو "غير غيبية"  في تلك الماسي ،أنهم مسؤولون   أخلاقيا و أدبيا و ماديا عن ذالك ربما سيتمكنون من الإفلات من عدالة حياة الدنيا  ،  لكن أرواح  ضحاياهم ودموع و معاناة و آهات و آلام الأبناء وماسي أقاربهم  " معلقة على أكتافهم" إلى  يوم يبعثون  ،  يوم ربما يرونه بعيدا و هو قريب و أكيد... 



حمدان العربي الإدريسي
02.07.2010
  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق