لا بد من الاعتراف الصريح و العلني وأمام الملأ ،
أن المشكل في العالم العربي –الإسلامي لا يتحمله حكامه فقط . بل في بعض أو كثير من
الأحيان وجود تلك العينة من الحكام مطلب الضرورة ...
بعض العينات من تلك الشعوب ، قد تختلف نسبيا أو تزيد
قليلا أو كثيرا هنا و هناك أو من منطقة إلى الأخرى ، ينطبق عليها
بالتمام و الكمال قصة تراثية سنأتي عليها فيما بعد ...
عينات من تلك الشعوب ، على الأقل في مدار علمي و معرفتي
، لابد أن تحكمها عينة من هؤلاء الحكام و إلا طغوا في الأرض وأذلوا الناس في
بيوتهم. عينات لا تقبل إلا واحدة من اثنتين ، لا ثالث لهما ، إما أن
"تحقر" ( بمعنى ظالمة) أو أن تُحتقر ( تكون مظلومة)
...
تلك العينات لو يحكمهم نقيض "حبيب العادلي" و
أمنه المركزي ، أو الحجاج بسيفه المسلول ، لضربوه "بالجزمة"
والبيض الفاسد وبقشور الموز الفاسد صباحا مساءا ...
تلك العينات "المتعجرفة" الآتية من "واحة
الظلام" الكائنة على أطراف "جزر الجهل" ،
هي نفسها ظالمة ولا تقبل إلا بالظلم سبيلا . عينة تؤذي
الناس وتبخسهم حقوقهم و أشياءهم سرا و جهرا. حريتهم تبدأ من عذابات وآهات
الآخرين وإفساد عنهم راحتهم و سكينتهم في الشارع و العمل وحتى على
سرير فراشهم...
تجدهم في العمل "رؤوس متزلفة"
قاذورات أفعالهم تؤذي الآخرين ، وفي الشارع "قاذورات
مأكولاتهم " و"قشور موزهم" تؤذي أيضا وترسل
الكثير من المارة إلى قاعة الاستعجالات ، إذا كانوا محظوظين ...
أفراحهم الصيفية و الغير صيفية نقمة و كابوسا على
الآخرين . إذا فرحوا لا يعرفون كيف يفرحوا و إذا حزنوا تلك مصيبة أكبر. ماذا
تنتظر من يحكم تلك العينة وهي لا تفرق بين الخير و الشر وبين ما لها و ما عليها
حولوا نعمة التكنولوجيا الآتية من عقول الآخرين إلى كوابيس ونغم يكفر بها
الآخرين...
ماذا تنتظر خيرا من تلك العينة وهي تمر بعد منتصف الليالي
على بيوت الآخرين بما جاءت به تلك التكنولوجيا
لتعكير صفو نوم الناس بضجيج سيارتهم المزهوة بأشرطة غنائية صاخبة
مستواها اقل بكثير من مستوى عقول أصحابها المتحجرة. أو ذلك الجار الذي يريد أن يبين لجيرانه درجة
تدينه فيسمعهم الليل كله قرآنا بصوت يسمع على عدة كيلومترات...
أما عن القصة التراثية ، طفلين و هما صغيران كانا
يحاجا بعضهما البعض إذا كبرا ماذا يتمنيان : فقال الأول أتمنى أن أصبح حاكما عادلا
أحكم بالعدل وأوزعه بالتساوي بين رعيتي
. أما الثاني فقال نقيض ما قاله شقيقه ، أن يكون حاكما ظالما يبطش برعيته
...
وراح زمان و جاء زمان ، وبدون الدخول في التفاصيل ،
وصل الشقيق الثاني "الحاكم الظالم" لسدة الحكم ونفذ ما وعد به وهو
صغيرا .فبطش برعيته شر البطش و أذاقهم مرارة العيش .اتصل به شقيقه قائلا له
اتق الله في رعيتك ، فأجابه : أتتذكر ما قلناه في طفولتنا ، ولو رأى فيهم الله خيرا
لأوصلك أنت إلى الحكم بدل مني ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
27.05.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق