اعترف
ولا أخفي و لا أنكر إني أجد في لحظة سماعي أو مشاهدتي رأس أو رؤوس" متزلفة"
حين يتم قطفها و هي تتدحرج من الأعلى إلى الأسفل أو تحت
الأسفل (أو بمعنى أصح أسفل السافلين)، متعة رائعة وحالة نفسية غير معهودة...
سعادة
وأنا أرى في تلك الرؤوس تسقط فرادا أو جماعة ،
مقطوفة بسيوف حادة كانت هي نفسها تستعملها في ذبح وتشويه ضحاياها على ضفاف
مياه أوديتهم القذرة .
رؤوس ساقطة في دماء ملوثة بآهات وعذابات ضحاياها ...
قد
يقول قائل أن هذا يدخل في خانة "الشماتة" ، أوافقه الرأي ظاهريا ،
لكن في الباطن الأمر ليس كذلك بل هي لحظة وقوف مع الذات ورد اعتبار
لضحايا هؤلاء "رؤوس المتزلفة" الذين عاثوا و يعثون في العباد و
البلاد ، أينما وجدوا، فسادا ودمارا لمستقبل ضحاياهم وآمالهم وأحلامهم . وإذا
يصر القائل أنها كذلك ، يعنى "شماتة" ، فلنطبق قاعدة
"الضرورات تبيح المحرمات" ...
تجاربي
المريرة مع هؤلاء "الرؤوس المتزلفة" تتركني اعتقد جازما أن
لحظة سقوطهم هي بردا و سلاما على ضحاياهم و أهلهم و أحبتهم أينما وجدوا ...
لقد
كنت اقرب منهم ومن أفعالهم المشينة و أسلحتهم المحرمة أخلاقيا
وأدبيا مفضلين دائما ضرب ضحاياهم تحت "الحزام"
وما أدراك ما ضربات "تحت الحزام" ، قد لا يستعيد المضروب توازنه أبدا ...
وخصومهم
(الرؤوس المتزلفة) هو كل شخص يشمون فيه رائحة من غير الرائحة
"القبيحة" المحبذة لديهم أو لأشياء أخرى مغروسة في نفسيتهم
المريضة . يستمدون قوتهم دائما بأنهم هم
الخصم ومنهم الحكم ...
شخصيا
، تأذيت من ضرباتهم المشينة مما أجبرني على الانسحاب من المواجهة و أنا منهزم
بالنقط أحسن من الانهزام بضرباتهم القاضية في منعرجاتهم المميتة...
ومن
خلال تلك التجربة ، توصلت إلى قناعة شخصية أن "التزلف" من
أسوأ العادات يكتسبها الإنسان ، تنتقل إليه من خلال الطريقة
التي تربى بها أو يمكن حتى أن تكون "وراثية" ...
و"المتزلفون"
لهم مقدرة خارقة للعادة على قلب الأمور وجعل اللون الأبيض يتحول إلى أسود ، و
العكس صحيح ، وتحويل الأشياء القبيحة لتصبح كمالا ...
لكن
، رغم انتصاراتهم الباهرة التي يحققونها في حياتهم
المهنية و الاجتماعية والقفز على المراحل وتقصيرها ،إلا أن لهم ليالي
سقوط مدوية أكثر دويا من
ليلة قطع رؤوس "آل برامكة" في بغداد ...
أو
مثل "تزليف" رؤوس الخرفان في أيام الأعراس و
الأعياد و غير الأعياد
"تشوى" على نيران
حمراء وقودها دسائسهم و مكرهم و خبثهم وذنوب الأبرياء
ضحايا دسائسهم التي قطعت الكثير من أرزاق أناس راحوا ضحية لتلك الرؤوس المفلسة أخلاقيا
وإنسانيا...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.05.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق