لا
أخاف المرض، لكني أخشى الأطباء"، مقولة كان يرددها باستمرار أحد الأشخاص،
زميل أحد أقاربي في العمل، كما أكدها لي هذا الأخير…
ويبدو أن مناجاته ومخاوفه انتقلت بسرعة إلى السماء فتوفي هو وجميع أفراد عائلته بتمام و الكمال دفعة واحدة في حادث مروري أليم ( رحمهم الله) . لذلك لا يخاف زيارة الأطباء لا هو و لا أفراد عائلته إلى الأبد...
رغم هذه المخاوف وهذا الإحساس ليس حكرا على هذا الرجل بل هو يكاد يكون إحساس عاما يتقاسمه جميع الناس في العالم العربي (على الأقل حسب علمي) ...
شخصيا ، أصاب بالهلع و الفزع قبل زيارة أي طبيب حتى ولو كان لأمر بسيط لا يستحق كل ذلك. السبب هو ما يسمعه المرء من قصص وكيف أن جسم الإنسان أصبح لا فرق بينه و بين أي مادة أو سلعة على "أرصفة الأسواق"...
تذكرت كل ذلك عندما التقيت أحد الأشخاص سألته عن شقيقه كان صديقا لي ولم أراه منذ زمن بعيد ، أخبرني ، بأنه أنتقل إلى رحمة الله منذ مدة قصيرة. سألته عن سبب وفاته (وليس عن موته ،لأن كل نفس ذائقة الموت) ...
أجابني أنه ، أي شقيقه، زار طبيبا لفحص "البروستاتة" فأقترح عليه عملية جراحية مؤكدا له أنها مضمونة مائة في المائة ، وأنه بعد ثلاثة أيام بالضبط "سيكون كالفرس " في ميدان الخيول ، بالطبع مقابل مبلغ خيالي مدفوع مسبقا...
بعد ثلاثة أيام، بالتمام والكمال ، كما حددها ذلك الطبيب ، لم يكون فرسا في "ميدان سباق الخيول" وإنما جثة هامدة في إحدى المقابر...
قد يقول القائل إن الأعمار بيد الله ، هذا صحيح لكن في الطب ليس هناك شيئا اسمه "مضمون مائة في المائة" ، هناك أشخاص توفوا بعد زيارة طبيب أسنان لقلع ضرس...
هذا من جانب ، من جانب آخر كيف أن 200 طبيب فرنسي يحذرون الناس ، خدمة للإنسانية واحتراما لهذا الجسم الذي أكرمه الله بروح بأمر منه آمر الملائكة بالسجود له دلالة على قيمته ...
قلت كيف هؤلاء الأطباء تطوعوا بتنبيه الناس من مخاطر مثل هكذا فحوصات وعمليات جراحية "للبروستاتة" ، منبهين من مخاطر كل ذلك ، وأن "البروستاتة" خلايا سرطانية "نائمة" أو "شبه نائمة" عند كل إنسان يبلغ مرحلة من العمر ، فلا يحاول استيقاظها من نومها بمثل هكذا عمليات جراحية أو فحوصات معمقة...
هذا التنبيه الطبي المجاني للذين تحكمهم ضمائر وأخلاقيات المهنة يقابله من جانب آخر للذين يرون في هذه المهنة تجارة و مكسبا ليصبح لا فرق بينه و بين أي تاجر ...
ليس هذا فقط ، قص علي مرة أحد الأشخاص أن رجلا فقيرا ، تحت الخط السفلي للفقر ، أولاده لا يشبعون خبزا "حافي" يمشون حفاة و شبه عراة ...
أصابه ( هذا الشخص) مرضا خبيثا بعد نقله أهله إلى طبيبا ومن كثرة حالته المادية و المرضية رفض هذا الطبيب حتى قبض ثمن الفحص، طالبا من أهله أخذه إلى المنزل في انتظار أمر الله...
وبما أن المريض ، شأنه شأن الغريق، يبحث عن أي قشة للنجاة زار أحد الأطباء من الفئة الأخرى ، أي من يرون في الطب مكسبا و مغنما ، طمأنه أن حالته قابلة للشفاء بعد عملية جراحية مقابل ثمنا لا يستطيع جمعه حتى في أحلامه ...
ويبدو أن مناجاته ومخاوفه انتقلت بسرعة إلى السماء فتوفي هو وجميع أفراد عائلته بتمام و الكمال دفعة واحدة في حادث مروري أليم ( رحمهم الله) . لذلك لا يخاف زيارة الأطباء لا هو و لا أفراد عائلته إلى الأبد...
رغم هذه المخاوف وهذا الإحساس ليس حكرا على هذا الرجل بل هو يكاد يكون إحساس عاما يتقاسمه جميع الناس في العالم العربي (على الأقل حسب علمي) ...
شخصيا ، أصاب بالهلع و الفزع قبل زيارة أي طبيب حتى ولو كان لأمر بسيط لا يستحق كل ذلك. السبب هو ما يسمعه المرء من قصص وكيف أن جسم الإنسان أصبح لا فرق بينه و بين أي مادة أو سلعة على "أرصفة الأسواق"...
تذكرت كل ذلك عندما التقيت أحد الأشخاص سألته عن شقيقه كان صديقا لي ولم أراه منذ زمن بعيد ، أخبرني ، بأنه أنتقل إلى رحمة الله منذ مدة قصيرة. سألته عن سبب وفاته (وليس عن موته ،لأن كل نفس ذائقة الموت) ...
أجابني أنه ، أي شقيقه، زار طبيبا لفحص "البروستاتة" فأقترح عليه عملية جراحية مؤكدا له أنها مضمونة مائة في المائة ، وأنه بعد ثلاثة أيام بالضبط "سيكون كالفرس " في ميدان الخيول ، بالطبع مقابل مبلغ خيالي مدفوع مسبقا...
بعد ثلاثة أيام، بالتمام والكمال ، كما حددها ذلك الطبيب ، لم يكون فرسا في "ميدان سباق الخيول" وإنما جثة هامدة في إحدى المقابر...
قد يقول القائل إن الأعمار بيد الله ، هذا صحيح لكن في الطب ليس هناك شيئا اسمه "مضمون مائة في المائة" ، هناك أشخاص توفوا بعد زيارة طبيب أسنان لقلع ضرس...
هذا من جانب ، من جانب آخر كيف أن 200 طبيب فرنسي يحذرون الناس ، خدمة للإنسانية واحتراما لهذا الجسم الذي أكرمه الله بروح بأمر منه آمر الملائكة بالسجود له دلالة على قيمته ...
قلت كيف هؤلاء الأطباء تطوعوا بتنبيه الناس من مخاطر مثل هكذا فحوصات وعمليات جراحية "للبروستاتة" ، منبهين من مخاطر كل ذلك ، وأن "البروستاتة" خلايا سرطانية "نائمة" أو "شبه نائمة" عند كل إنسان يبلغ مرحلة من العمر ، فلا يحاول استيقاظها من نومها بمثل هكذا عمليات جراحية أو فحوصات معمقة...
هذا التنبيه الطبي المجاني للذين تحكمهم ضمائر وأخلاقيات المهنة يقابله من جانب آخر للذين يرون في هذه المهنة تجارة و مكسبا ليصبح لا فرق بينه و بين أي تاجر ...
ليس هذا فقط ، قص علي مرة أحد الأشخاص أن رجلا فقيرا ، تحت الخط السفلي للفقر ، أولاده لا يشبعون خبزا "حافي" يمشون حفاة و شبه عراة ...
أصابه ( هذا الشخص) مرضا خبيثا بعد نقله أهله إلى طبيبا ومن كثرة حالته المادية و المرضية رفض هذا الطبيب حتى قبض ثمن الفحص، طالبا من أهله أخذه إلى المنزل في انتظار أمر الله...
وبما أن المريض ، شأنه شأن الغريق، يبحث عن أي قشة للنجاة زار أحد الأطباء من الفئة الأخرى ، أي من يرون في الطب مكسبا و مغنما ، طمأنه أن حالته قابلة للشفاء بعد عملية جراحية مقابل ثمنا لا يستطيع جمعه حتى في أحلامه ...
لكن الرجل انتقل إلى رحمة
الله قبل أن يتمكن من جمع المبلغ الذي طلبه التاجر (عفوا الطبيب) ، حكمة من الله،عز و جل، لكي لا يبقى المبلغ دينا على أولاده...
أو تحت أي قاعدة أخلاقية مريض في المستشفى( هذا إذا كان محظوظا وتم قبوله أصلا ) ، وهو في شبه غيبوبة أو لا يستطيع حتى النهوض من سريره الطلب منه أو من أهله إجراء له أشعة خارج المستشفى (عند الخواص بطبيعة الحال) بحجة أن أجهزة المستشفى معطلة ...
أو ذلك الشخص الذي نقل زوجته لمستشفى للولادة فقيل له أنه لا يسكن في المنطقة وبالتالي لا يمكن قبولها ، فولدت في السيارة وهو في طريقه للبحث عن مستشفى آخر...
وهذا لا يعني أن في البلاد العربية ليس هناك أطباء بمهنية و أخلاقيات عالية ، ربما أعلى وارقي من الصنف المذكور ما وراء البحار ، لكن بما أن الطب يُميزه مئزر شديد البياض و أي نقطة سوداء مهما كانت صغيرة تظهر جليا للعيان...
هذا من جانب ومن جانب آخر العيب في أغلب الأحيان لا يكمن في الأطباء أنفسهم ولكن يعود في نقص الإمكانيات المُتاحة لهؤلاء الأطباء ...
لأن الكثير من الدول العربية تستثمر في ميادين أخرى أكثر بكثير من ميدان الطب وآخر اهتماماتها بناء المستشفيات والمراكز الصحية ...
رغم أن القطاع الصحي أسبق في الأوليات للحياة ومستقبل الأمم . و هل هناك أمة تصنع مستقبلا وهي عليلة ومعتلة صحيا ؟...
أو تحت أي قاعدة أخلاقية مريض في المستشفى( هذا إذا كان محظوظا وتم قبوله أصلا ) ، وهو في شبه غيبوبة أو لا يستطيع حتى النهوض من سريره الطلب منه أو من أهله إجراء له أشعة خارج المستشفى (عند الخواص بطبيعة الحال) بحجة أن أجهزة المستشفى معطلة ...
أو ذلك الشخص الذي نقل زوجته لمستشفى للولادة فقيل له أنه لا يسكن في المنطقة وبالتالي لا يمكن قبولها ، فولدت في السيارة وهو في طريقه للبحث عن مستشفى آخر...
وهذا لا يعني أن في البلاد العربية ليس هناك أطباء بمهنية و أخلاقيات عالية ، ربما أعلى وارقي من الصنف المذكور ما وراء البحار ، لكن بما أن الطب يُميزه مئزر شديد البياض و أي نقطة سوداء مهما كانت صغيرة تظهر جليا للعيان...
هذا من جانب ومن جانب آخر العيب في أغلب الأحيان لا يكمن في الأطباء أنفسهم ولكن يعود في نقص الإمكانيات المُتاحة لهؤلاء الأطباء ...
لأن الكثير من الدول العربية تستثمر في ميادين أخرى أكثر بكثير من ميدان الطب وآخر اهتماماتها بناء المستشفيات والمراكز الصحية ...
رغم أن القطاع الصحي أسبق في الأوليات للحياة ومستقبل الأمم . و هل هناك أمة تصنع مستقبلا وهي عليلة ومعتلة صحيا ؟...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
22.11.2010
22.11.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق