Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

17 نوفمبر 2010

" غسل العظام" !





 الأمة الإسلامية تعيش هذه الأيام أجواء موسم الحج العظيم ،ركن من أركان دينها الحنيف ، لابد من الوقوف على ظاهرة منتشرة في مجتمعات عربية إسلامية ، على الأقل في مدى علمي و معرفتي ، ألا وهي مقولة تسمع بكثرة " فلان ذهب لغسل عظامه" ،يعني ذهب لأداء فريضة الحج ...
الظاهرة منتشرة بكثرة ، خصوصا بين فئة التجار المتحكمون في جيوب و بطون الناس يتلاعبون بأوتار تلك البطون و تلك الجيوب كيفما شاءوا وكيفما أرادوا ...
يستغلون المناسبات الدينية والغير دينية ليزيدوا تلك الأسعار اشتعالا ولهيبا لترتفع أرباحهم أضعاف مضعفة بدون وجه حق وبدون أدنى مجهود ، بالإضافة إلى عمليات الغش "كما وكيفا " وبخس الناس أشياءهم ...
وبعد أن يجمعون تلك الأموال وبتلك السهولة و البساطة تاركين الناس في "هم وغميضربون الأرقام في بعضها البعض متطلعين صباحا مساءا إلى جدول ذلك الشهر كم يوما بقى منه للقبض تلك الماهية ( المرتب الشهري) بعد شهرا من الكد و التعب ليتسلمها ذاك أو ذلك التاجر بتلك السهولة و البساطة ، جاعلين الناس لا يفكرون في أي شيء إلا كيف الخروج من ذالك الشهر بأقل الأضرار...
قلت بعد أن يجمع ذلك التاجر تلك الأموال ، يقرر أداء فريضة الحج قائلا "أنه سيذهب لغسل عظامه " ، كأن الحج بالنسبة له "حماما" وليست فريضة دينية ذات دلالة ومغزى كبيرين ...
والمصيبة الأكبر ، بعد عودته يعود إلى تجارته والى أساليبه القديمة ، على نفس منوال " حليمة وعادتها القديمة" ، ليعود في السنة المقبلة لأداء مرة أخرى الفريضة ، وهكذا ...
ومنهم من يؤدي العشرات منها متصورون أن ذنوبهم "غسلت" تماما حتى العظام ، مستعملين عبارة " إن الله غفور رحيم" متجاهلين أنه أيضا "شديد العقاب"...
 وهو القائل ، و قوله الحق : {وَلاَ تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ} الشعراء:183. وخاصة إذا تعلق الأمر في احتكار الخيرات التي وهبها الله حارمين عباده منها احتكارا ومضاربة ومنهم من يفضل رميها في "المزابل" وعلى حواشي الوديان وغير الوديان ولا يبيعها بثمن منخفض لتستفيد منها النفس البشرية...
ومنهم من يجمع تلك الأموال ليس فقط على حساب جيوب الناس وإنما أخطر من ذلك على حساب صحتهم ببيع مواد مغشوشة أو منتهية الصلاحية غير صالحة للاستهلاك عمدا وهو يعلم بذلك...
 أو كالذي يسقي الخضروات و الفواكه بمياه الصرف الصحي ( بما في ذالك ما تلفظه المستشفيات والمراكز الصحية ،  والكل يعلم ماذا يعني ذالك ) ، وما أدرك من مياه الصرف الصحي ، مخزن لكل مسببات الأمراض السرطانية التي تفتك بالأجسام البشرية فتكا ...
هؤلاء الذين يعتقدون و يتصورون أنهم صفوا حساباتهم الدنيوية بمجرد أداء العشرات من فرائض الحج بأموال مصادرها عرق و آهات الناس وعذاباتهم وراحتهم الجسدية و النفسية ، عليهم معرفة أن الذنوب لا "تغسل" بمجرد أداء الفرائض و إنما بتطبيق ما جاء في تلك الفرائض ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
17.11.2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق