من خلال تجربتي المهنية و الغير مهنية توصلت إلى قناعة شخصية أن
"التزلف" من أسوأ العادات يكتسبها الإنسان ، تنتقل إليه
من خلال الطريقة التي تربى بها أو يمكن حتى أن تكون
"وراثية" ...
و"التزلف" ، مرادف للتملق ، من خلاله يحاول الفرد
الوصول إلى هدفه تاركا جانبا كل ما يتعلق بالمبادئ ،
هذا إذا كان لمثل هؤلاء شيء من هذه المبادئ…
"المتزلفون" ، لهم
مقدرة خارقة للعادة على قلب الأمور وجعل اللون الأبيض يتحول إلى أسود ، و العكس
صحيح ، وتحويل الأشياء القبيحة لتصبح كمالا ، شخصيا لا أرى فرقا بين
"متزلف" و "منافق" و كلاهما متخرجين من نفس المدرسة و نفس
"التخصص" ...
معترفا من خلال هذه التجربة الطويلة معهم بأنهم هؤلاء
"المتزلفون" ، يكتسبون دائما في
الأخير الجولة رغم أن موقفهم في الأول يبدو ضعيفا ، لسبب بسيط المواجهة تكون
غير متكافئة بين طرفين ...
طرف يستخدم كل الوسائل
الغير التقليدية و "المحرمة أخلاقيا" ، مستعملا القاعدة الشهيرة
"الغاية تبرر الوسيلة" ، وبين طرف اخر خاضعا للاتفاقيات الأخلاقية التي لا يمكن
تجاوزها مهما كان الموقف ...
وأعترف أيضا ، أن هؤلاء "المتزلفون" ، سببا مباشرا في
إنهاء المبكر لمشواري المهني وأنا في أوج عطائي وفي رصيدي
ما يجعلني الوصول إلى أعلى ما يتمناه المرء ...
من بين ما تختزنه ذاكرتي مع هؤلاء "المتزلفين" ، قصة ( لا يهم
المكان و الزمان وإنما العبرة) ، أحد المسؤولين لمؤسسة كان من هواة "أم
الخبائث" فأجتمع حوله هؤلاء "المتزلفون" و أصبحوا حتى هم من روادها
يزينون له الجلسات ، بل يشجعونه على الاحتساء حتى يصبح لا يفرق بين
"الديوك و الحمير"...
تغير ذلك المسؤول و حل محله مسؤول اخر على نقيض تماما من الأول
بزاوية 180 درجة يمينا ، لا يترك وقتا للصلاة في مسجد المؤسسة ...
فتحول هؤلاء "المتزلفون" أيضا بنفس الدرجة أو أكثر
قليلا. بل يسبقونه إلى المسجد عند كل وقت الصلاة خاشعين مسبحين ، أكثر
من ذلك اقترحوا عليه بث في كل صباح داخل
تلك المؤسسة آيات قرآنية ، لأنهم كما قالوا اشتاقوا لها كثيرا خلال مرحلة
المسؤول السابق...
على كل الحال لا بد من الاعتراف أيضا أن نهاية هؤلاء "
المتزلفون " ليست دائما سعيدة ، فالكثير منهم "تُزلف" ،
رؤوسهم مثل "رؤوس الخرفان" في أيام الأعياد و غير الأعياد ...
بلقسام حمدان
العربي الإدريسي
05.11.2010
05.11.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق