Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

2 نوفمبر 2010

"أرحمتهم السماء... لكنهم لم يرحموا من على الأرض "




"مجموعة أهم الأحداث" : مع اقتراب  عيد الأضحى المبارك ، وكأي  مناسبة دينية كبرى و كما جرت العادة تعلن حالة الطوارئ في المعسكرين . معسكر التجار و"المتحكمون" في مداخل الأسواق و مخارجها   ومن خلالها في  بطون و جيوب الناس من جانب ، ومن جهة أخرى عامة الناس  .
 هؤلاء الناس   لا ينتهون من "معركة" حتى يجدون أنفسهم مقبلين على "منازلة" أخرى ،ولا بد لهم من إيجاد ميزانية تفرضها عليهم الأسواق و قوانينها  الخاصة...
الجانب الأول ، أي التجار ومحيطهم  يريدون  معرفة بالضبط ما تبقى في  جيوب هؤلاء الناس  للاستيلاء على ما تبقى فيها  في هذه المناسبة الدينية العظيمة .
 و هم يعلمون ( أي التجار )  علم اليقين  أن ذالك المواطن البسيط  ، مهما كانت حالته المادية ،  لا يمكن له التفريط في أداء شعائر هذه المناسبة العظمية  ، قدوة بسيدنا إبراهيم ،عليه السلام ، عندما أراد أن يضحي بفلذة كبده طاعة و تقربا من الله عز وجل.
و ليس أصدق من قول أحد البسطاء عندما قال ،إن شاء الله سنضحي مهما كان ذالك الثمن ،لثلاثة أشياء : أولها  ، لسنا أحسن من سيدنا إبراهيم ، عليه السلام عندما لم يعز عليه ابنه طاعة و خضوعا لأوامر الله عز و جل .  ثانيها ،  لنصدق لمن هم أفقر منا . ثالثها لإشباع أولادنا لحما و لو مرة في السنة ،بعد أن حرمونا هؤلاء التجار من هذه النعمة طوال السنة .
حتى أن البعض من الناس نسى لون ومذاق هذه  اللحوم   ، والبعض الآخر أصبح ينطبق عليه مثل  شخص الذي  "فرح فرحا" لم يفرح مثله في حياته  يوم  وفاة والده لأنه في ذالك اليوم فقط عرف لون تلك اللحوم و شبع منها...
 أما عن أموالنا  ، يضيف ذالك الشخص البسيط ، فهي وديعة لدى "هؤلاء"  ، ( يعني بهم التجار والمضاربون ومن على شاكلتهم...  )  ، إلى يوم يلتقي فيه الجمعان .
أغرب ما في الأمر عندما تسأل هؤلاء ( التجار) عن أسباب ارتفاع ثمن الأضحية هذه السنة، مثلا، يأتيك جواب، لا يعرف هل هو مضحك أم مبكي، فيقال لك " هذه السنة ممطرة  وهناك وفرة آكل لذالك المربون ليسوا في عجلة من أمرهم لبيع مواشيهم  و من البديهي  ترتفع الأسعار..." . كأن لسان حالهم يقول " مادام قد أرحمتنا السماء فلن نرحم من على الأرض..." .
 وعندما تسألهم في مرة أخرى عن سبب هذا الغلاء الفاحش يأتيك جوابا مناقضا تماما  للأول : "هذه السنة ضرب الجفاف بقوة ... لذالك المربون يدفعون تكاليف باهظة في عملية شراء " العلف " لمواشيهم ومن البديهي و من حقهم استرجاع خسارتهم "...  





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق