"
منذ أن نشأ الله ،عز وجل، الكون وأرسل إليه الإنسان ليعمره و إحقاق الحق فيه ،
منذ ذلك الحين والمال يلعب دورا هاما ...
وفي كثير من الأحيان يصبح هو الحق ولا شيء يعلو فوق
بريق المال والجاه بقاعدة "قدرك على قيس ما في جيبك"...
وقصص كثيرة تتداول بين الأجيال عن تأثير المال في
تبرئة المجرمين وإدانة الأبرياء ، ولو إلى حين. من بين تلك القصص ،قصة
جرت في وقت ما وفي مكان ما من أرض الله الواسعة...
القصة تقول أن أحد أبناء كبار الأثرياء قبض عليه
بتهمة ارتكابه جريمة قتل مع سبق الإصرار و الترصد ...
فاتصل والده
،صاحب المال و الجاه، بالقاضي المكلف بمحاكمة ولده ، لكن القاضي تأسف له بأنه لا
يستطيع فعل أي شيء ينقذ ابنه من حبل المشنقة لأن كل دلائل وشهود عيان تثبت أن ابنه
هو من ارتكب تلك الجريمة ...
لكن الرجل، بكل ثقة نفس رد عليه قائلا ، بأن هناك قانون يبرئ ابني من تلك الجريمة . تعجب القاضي من رد الرجل ، وكيف لقاضي و هو دارس
القانون "ذهابا و إيابا" لا يعرف هذا القانون الذي يتكلم عنه والد
المتهم...
في اليوم التالي حمل الرجل لذلك القاضي كتابا ضخما ووضعه بين يديه قائلا له
" أتركك سيدي القاضي تدرس مواد هذا الكتاب جيدا فان فيه مواد كثيرة
تبرئ ابني من تلك الجريمة"...
مضيفا له : "وإذا أردت توضيحات لأي مادة
غير واضحة أو ناقصة فأنا مستعد لتوضيحها لحضرتك أكثر " ، وتركه منصرفا...
بدأ القاضي في تفحص ذلك الكتاب و إذ به يجد بين كل صفحة وصفحة "ليرة ذهبية" ، إلى آخر صفحة من
الكتاب ...
استدعى القاضي
بسرعة ذلك الرجل قائلا له "فعلا وجدت مواد من القانون يمكن من
خلالها تبرئة ابنك من حبل المشنقة" ...
موضحا له، سيتم تمكين ابنه من الخروج خلسة من
زنزانته وعليه القيام بجريمة قتل أخرى وبشرط أمام نفس الأشخاص الذين شهدوا ضده في
الجريمة الأولى وعليه العودة بسرعة إلى زنزانته...
وبالفعل تم كل ذلك وبدأ التحقيق في تلك الجريمة و إذ
به نفس الأشخاص يتهمون نفس المتهم المسجون على ذمة جريمة القتل الأولى بأنه هو
نفسه من ارتكب الجريمة الثانية...
وهنا نهرهم القاضي بقوة ، قائلا لهم
كيف يمكن لشخص يرتكب جريمة قتل وهو مسجون. هذا يعني أنكم
"شهود زور" في الجريمة الأولى...
وظلمتم الرجل "ظلما و بهتانا" تعاقب عليها
كثير من مواد القانون المعمول به . وتم فعلا تبرئة ابن ذلك الثري بفضل
" مواد قانون الليرات الذهبية" . ( من التراث)...
بلقسام حمدان العربي
الإدريسي
30.09.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق