أكثر ما يشد انتباهي في الأيام العشرة
الأخيرة من كل شهر رمضان الكريم ، على الأقل في المساجد التي أتردد
عليها، أن أكثر فئة من رواد تلك المساجد سؤالا وشوقا على ليلة القدر
المباركة ، التي وصفها الله ، عز و جل ، بأنها أحسن من 1000 شهر ، هي فئة التجار...
وإذا كان متوسط عمر الإنسان لا
يتجاوز السبعين في أغلب الأحيان ، على المرء تخيل أكثر من 83 سنة يجنيها الإنسان
من هذه الليلة المباركة . ومن تمكن منها يعني أنه نجا وبالمفهوم العامي
"خرج سالم". ولكن ذلك لن يحصل مجانا أو بمجرد دعاء...
قلت الفئة الأكثر شوقا لها "فئة التجار"
و أيضا ،على الأقل على حسب ما أشاهده ،
وهم أكثر إنصاتا وأكثر خشوعا عندما يتطرق لها الأئمة، وترى عيونهم تدمع
وتراهم يكثرون ، حتى الإزعاج ، في السؤال عنها وأي يوم يمكن أن تظهر فيه لانتظارها
ونيل بركاتها ...
مشاهد تزيدني في كل مرة إلحاحا لسؤال
مدفون في أعماق مشاعري ألا وهو هل نتكلم عن نفس الإسلام أم هناك لكل واحد إسلامه
الخاص يتصرف فيه كما يشأ ....
إسلام من أسسه
الأساسية : الإيمان بالله وحده لا شريك له وعدم إيذاء الناس وأكل أموالهم
بالباطل ، بمفهوم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "...
بعض التجار ( للأسف أصبحوا الأغلبية) استغنوا عن
هذه القاعدة بقاعدة "جيوب الناس" وخاصة في شهر رمضان
"غزوات" وكل ما يوجد فيها "غنائم" حلال محللة لهم . شهر جعلوا
أوله نار وآخره آلاما ولهيبا لجيوب منهوكة أصلا ومثقوبة من كثرة
الشد والجذب...
تأكدت من هذا وأنا ذاهب مكرها إلى سوق في أواخر هذا الشهر
الكريم ضنا مني ،ربما، الأمور قد تكون هدأت قليلا وأن هؤلاء التجار وهم في
انتظار ليلة القدر المباركة قد تركوا حيزا يتنفس منه "المختنقون" ، لأكتشف عكس ذلك تماما
وكل شيء زاد التهابا . ..
وهنا الكلام فقط على مواد أساسية مستثنية منها
اللحوم الحمراء و غير الحمراء ،
البرية أو البحرية، لأنها حزمت أمرها ، منذ أمد طويل وبشكل لا رجعة فيه ...
أصبحت تلك اللحوم
،بمختلف ألوانها ، كلما تذكرها الإنسان يسأل عن لونها ومذاقها ،لأنه
نسياهما . أو كما جاء في أحد الأمثال الشعبية
على شخصا فرح عند وفاة والده "لأنه شبع لحما"...
يبقى في
الأخير المطالبة هؤلاء بإخبارنا عندما تنزل عليهم هذه الليلة وينالون بركاتها
لمشاركتهم فرحتهم وسعادتهم في الدنيا و في الآخرة ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
06.09.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق