"قانون العصابات"...

عصابة لصوص سلب و نهب و قتل ، كانت  كل من يقع بين يديها مصيره زهق  روحه  بعد أن يتم سلب كل ما بحوزته...

مرة وقع بين يديهم رجلا ، هذا الأخير كان على علم بقانون هذه العصابة المذكور آنفا ، لذلك ترجاهم أن يعرضوه على زعيمهم قبل أن يقتلوه ...

فعلا ، لبوا طلبه وكانت فرحته عارمة وهو أمام ذلك الشخص المتزعم لتلك العصابة ، لأنه نفس الشخص الذي قدم له خدمات جليلة في وقت من الأوقات وظن أنها تشفع له عنده  وتنجيه  من مصير  محتوم...

سأل زعيم العصابة الرجل عن سبب طلب مقابلته ، ذكره هذا الأخير بالخدمات الذي قدمها له في الماضي ،  متوسلا إليه  أن ينقذه من مصير الذي ينتظره على يد أفراد عصابته...

رد عليه زعيم العصابة أن قانون العصابة ثابت و لا يُمكن تجاوزه أو الخروج عليه مهما كانت الأسباب و المسببات  ومن أي طرف كان ...

 لكن ، مضيفا له ، عرفانا بما قدمته لي في يوم من  الأيام الشيء الوحيد الذي أستطيع مساعدتك فيه إني أتركك  تختار بنفسك الطريقة التي تراها مريحة و تريد أن تموت بها ...

حتى الآن هي مجرد قصة متداولة قد تكون حدثت بهذا الشكل المطلق أو قد تكون حدثت وتحدث  بأشكال نسبية مختلفة ...

لكن الثابت هو أن العصابات هي دائما موجودة في الزمان و المكان و لها قوانينها الثابتة القاسم المشترك في تلك القوانين  هو القتل زهق الأرواح بشرية كانت أو حتى حيوانية..

قلت حيوانية ، وما قصة تلك الكلبة التي قادها حظها هي أيضا في طريق عصابة إجرامية. ذنب الكلبة أنها اكتشفت كميات كبيرة من المخدرات التي كانت تحاول تلك العصابة تصديرها لتقتل بها القيم المعنوية  و الأخلاقية للمجتمعات...

العصابة عرضت مكافأة كبيرة جدا لكل من يأتي لها  برأس تلك الكلبة حيا و ميتا. الفرق بينها (الكلبة) و بين ذلك الشخص المذكور في القصة ...

 أن هذا الأخير كان له الحظ مقابلة   زعيم العصابة وتُرك له  خيار  الطريقة التي يريد الموت بها .أما الكلبة ، قانون العصابة حرمها حتى من هذه الميزة "الإنسانية"...

قلت أيضا ، قتل معنوي أو مادي . لأن نشر الفواحش في المجتمعات  بالمتاجرة و تعميم للمخدرات يعتبر قتل معنوي  و يعتبر مدخلا رئيسيا  للفواحش ...

 يصبح أمامه ( القتل المعنوي) ،  القتل المادي ارحم منه  ويصبح هذا الأخير  بند من  بنود الرحيمة "لقانون العصابة" ، الذي أراد زعيم عصابة تطبيقه على ذلك الشخص عرفانا له...

بالمختصر المفيد ، "قانون العصابة" ، لا ينتهي عند هذا الحد . احتكار الأسواق و لهيب الأسعار لنشر الفقر  هو أيضا بند من بنود هذا القانون "العصابي" ( العصابات) ...

  تماما كاستيلاء بالباطل على حقوق الناس وبدون وجه حق ، كضريبة "باركينغ" (موقف السيارات)، المذكورة في وقت سابق ...

أو الاستيلاء على أماكن عمومية ، كشواطئ البحار ، وإجبار المصطفين على الدفع أو الضرب عند الرفض ، قد يؤدي إلى القتل ، كما حصل لصاحب السيارة  مع عصابة "باركينغ" . كلها مواد يتضمنها "قانون العصابات"...

بلقسام حمدان العربي الإدريسي

05.08.2018