..
الجريمة التي وقعت
مؤخرا المعروفة ب"جريمة الباركينغ" ، أو المساحات العمومية المستولي
عليها جهرا و عنوة من مجموعة أشخاص تُصنف قانونيا ب"عصابة إجرام وسطو ونهب"...
جريمة دفع شخص
مسالم حياته ثمنا ، ذنبه الوحيد أنه رفض
الرضوخ ودفع "إتاوات" لتلك العصابة التي "فرخت" وأصبح لها
وجود في كل مكان ...
و الأمر لا يقتصر فقط على المساحات العامة التي
تحولت إلى مواقف سيارات خارج سلطة الدولة ، وإنما حتى جانبي الطرق العامة هي كذلك
أصبحت ملحقات "البركينغ"...
سائق مركبة مجرد توقفه على حاشية الطريق لسبب طارئ
حتى لو كان لعطل وقع في سيارته ، يجد شخص أو أشخاص في أياديهم عصي يطالبونه بالدفع "ضريبة الوقوف "
بحجة أنه "باركينغ"...
قلت قانونيا ،
تعتبر "عصابة إجرام و سطو ونهب" . لأن ، على الأقل حسب علمي ، حمل أسلحة
بيضاء أو التهديد بها هي جريمة يُعاقب عليها القانون ...
أضف لها الاستيلاء
على أملاك عامة و استغلالها بدون وجه حق أضف لهما الابتزاز والسطو على أموال الغير تحت التهديد...
هذا كان كافيا
لاعتقال هؤلاء و سجنهم حتى قبل تنفيذ تهديداتهم ويزهقون أرواح بشرية بالطريقة التي
حدثت مؤخرا...
بمعنى ما وقع
مؤخرا مسؤولية مشتركة بين هؤلاء الجناة و الجهة التي من المفروض تطبيق بنود قوانين
التي تحمي و تصون الحقوق العامة و الخاصة...
إن التهاون في
تطبيق العملي و الفعلي القوانين على أرض الواقع ترتب عنها انعكاسات سلبية و خطيرة
على التماسك المجتمعي و السلم الأهلي...
لأن المواطن الذي يجد
نفسه خارج تغطية القوانين من المفروض وُجدت لحمايته ماديا و معنويا ، يبدأ في
التفكير في وسائل لحماية نفسه بنفسه تحت البند المعروف قانونا "الدفاع الشرعي عن نفس"...
لأن ليس مستعبدا
أن تلك العصابات ، في غياب الردع، تصبح تفكر في أمور أخرى . ولما لا ، فرض إتاوات على
الراجلين أيضا مقابل المرور أو الوقوف على الأرصفة ، تُسمى "ضريبة
المرور" على غرار "ضريبة الباركينغ" ، أو "ضريبة
الاصطياف" ...
وهذا هو المفهوم الرسمي للفوضى و ليست
الاحتجاجات السلمية أو أسلوب المقاطعة ،التي يريد بها المواطن التعبير عن رأيه
بشكل حضاري و سلمي ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.08.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق