Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

1 أغسطس 2018

"رقصة كيكي" مقابل "سعر البنزين"...


رئيس دولة عربية في خضم حوار مباشر مع عينة من مواطنيه  اقترح عليهم ، فيما معناه، أن تغض الدولة بصرها على "رقصة كيكي" ، سريعة الانتشار في الشوارع العربية مقابل أن يغض الناس نظرهم عن  الزيادات التي تقوم الدولة  بها في رفع  أسعار البنزين ...
صحيح ، اقتراح الرئيس كان في قالب مزاحي .لكن مضمونا وبدون أدنى شك قد يكون لسان حال للحل المرجو للكثير  من الدول لتجاوز عقدة التقبل مواطنيها  الزيادة التي تفرضها العوامل الاقتصادية التي تُجابه كل الدول بالخصوص العربية...
بمعنى ، على الشعوب أن تلهي نفسها برقصة كيكي لتفسح أمام الحكومات فسحة من المجال الواسع  لتمرير الزيادات بصمت في خضم ضجيج الأغنية المصحوبة بالرقصة...
لكن الخوف عندما ينتهي المواطن من نشوة "رقصة كيكي" ،  يجد ليس فقط أسعار البنزين وصلت إلى حد لا يستطيع اقتناء لا بنزين و لا حتى السيارة نفسها ...
 و بالتالي يصبح  عاجزا على أداء رقصته المفضلة ، التي من خصوصيتها أن تكون بجانب سيارة و هي تسير. وعليه انتظار أغنية أخرى رقصتها لا تحتاج إلى سيارات تسير بالبنزين...
في الحقيقة ، شخصيا تقبلت هذه الفكرة ، ألا و هي " كيكي " مقابل "البنزين" ، بتفاعل و تفاءل كبيرين . لأنها ، أي الفكرة أو الاقتراح، فائدتهما على مدى البعيد يكونا في صالح العام...
صحيح ، أضرار هذه الرقصة على المدى المرئي سلبي مما تسببه من خطر على السلامة العامة ، لأن السيارات تسير و الناس ترقص تعني فوضى عارمة وحوادث مرور  قاتلة...
لكن على المدى البعيد عندما تفرغ الجيوب ويصبح المواطن لا يفكر إلا في قوته  اليومي  وينسى ركوب السيارات ، التي حولها إلى أداة قتل وزهق للأرواح في الطرقات ،   مضيفا لها أداة أخرى ، ألا وهي "رقصة كيكي" ...
حينئذ   ستصبح شوارعنا خاوية من السيارات ، أو على الأقل نادرة، وتختفي بالتأكيد رقصته المفضلة و استبدالها برقصة أخرى ، ربما تكون "بكائية" على أطلال ماضي فرط فيه ومصير مجهول ينتظر فيه...
لأن هذا المواطن الذي يلهث دائما وراء أمور هو في غنى عنها تأتيه دائما من وراء البحار ويترك أمور أخرى تُساعده على ضمان مستقبله ومستقبل أبنائه و أحفاده...
 كالجدية في العمل وتحسين سلوكياته و مستواه المدني وترك عنه الشوائب الملتصقة به ويعرف كيف يفرح و كيف يحزن ومتى يغضب ...
 والفرح لا يعني إزعاج الآخرين في أفراح ليلية لا تنتهي بأبواق سيارات تزعج حتى النيام تحت التراب أو مفرقعات تزعج و تؤذي . والغضب لا يعني تحطيم ممتلكات عامة هو المستفيد منها...
لهذه الأسباب أجد المقترح المُشار إليه في عنوان الموضوع فائدته الإستراتيجية أكبر و أفيد من أضراره الآنية . ربما تكون "رقصة كيكي" ، ( رب ضارة نافعة )...  



بلقسام حمدان العربي الإدريسي
01.08.2018                            

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق