Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

30 يوليو 2018

أنواع تُجار الحليب...


تاجرا في مادة الحليب ، قصته مذكورة في وقت سابق ، كان يضيف له ( للحليب) ، أكثر من نصفه ماءا. بمعنى، كان يبيع حليبا مغشوشا ...
وعندما جمع مالا بهذه الطريقة قرر أداء فريضة الحج ، ربما مقصوده غسل الحليب من الماء وبالتالي غسل سجله من ذنوب أكل أموال الناس بالغش و بالباطل...
المهم ، استعد للذهاب للسفر  لكنه بمجرد وضع رجليه في الباخرة التي كانت ستقله إلى وجهته سقطت في مياه البحر كل مدخراته المالية التي كانت معه و لم يبقى له فلسا واحدا...
لم يبقى له  حلا آخر سوى النزول من الباخرة والعودة من حيث آتى ، لأنه لا يستطيع إتمام رحلته بدون مال. وعند عودته إلى بيته استفسر أهل الحكمة فيما وقع له...
سألوه عن مصدر تلك الأموال التي أراد أداء الحج بها. لم يكون له خيارا آخر سوى الكشف لهم عن الحقيقة وأنه كان غشاشا في تجارته ويبيع للناس حليبا نصفه ماء. ردوا عليه هؤلاء أن تلك الأموال من الماء و عادت إلى الماء ...
بمعنى عادت إلى أصلها ، تماما كالإنسان خُلق من التراب ويعود ليتحلل في التراب وروحه من السماء تعود إلى السماء...
وإذا أخذنا هذه قصة كمرجعية لما يحصل ليس فقط في الميدان التجاري وإنما في كل معاملات التي تحصل بين الناس .  والمادة ليست بضرورة تكون في كل مرة حليبا وإنما قد تكون مواد تجارية أخرى تجمع بها أموالا وعند يريد جامعها استغلالها تتحول إلى عناصرها الأولية...
قلت ، ليس بالضرورة الحليب ، قد يكون تاجرا يستثمر في مواد فلاحية ويسقيها بالمياه الصرف الصحي و ما تحمله من مسببات أمراض تفتك بالأجساد البشرية فتكا  وهذا التاجر أيضا تأتيه  فكرة أداء فريضة الحج بنفس نية تاجر الحليب المذكور...
 لكن أمواله ( صاحب أموال المياه القذرة) ، لن تسقط في مياه البحر لأن تلك الأموال الوسخة تأبى السقوط في مياه البحر النقية وإنما العودة إلى مصدرها  الأصلي، ألا وهي مياه الصرف الصحي النتنة...
معنى ذلك تضيع كل تلك الأموال في شكل مصائب تلحق بصاحبها في أشكال أمراض مستعصية تلحق به و بأفراد عائلته وفي أعز الناس له وهو لا يستطيع بكل تلك الأموال أن يُبعد أو حتى  تخفيف  عنهم أو عن نفسه ذرة من تلك المصائب المتلاحقة ...
أو يجد ذات صباح أمام قصره ، الذي بناه بأموال الصرف الصحي ، قوة عمومية وفي حوزتها أمر بهدمه لأنه بناه بطرق غير قانونية على أرض ليست ملكيته ، بمعنى جرفته مياه الصرف الصحي...
ليس هذا فقط ،  قد تجد  تاجر يبيع للناس لحوم حمراء شكلا لكنها  في المضمون تكون  مادة الماء المُضافة للحليب المغشوش اشرف وأنقى منها...
حتى هذا الأخير أمواله لن تسقط في مياه البحر وإنما تصبح زلزالا  ينسف نسفا أسس إمبراطورية بُنيت من أموال تشوبها روائح تعجز كل تلك المياه من محو روائحها ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.07.2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق