.
شاب ، أعرفه عين
المعرفة ، جامعي متخرج من معهد عالي في ميدان التكنولوجيا الرقمية ، وهو تخصص واعد
و مستقبلي ...
وهذا الشاب متفوق و جد متحكم في ميدان تخصصه و بكفاءة عالية مما
جعله يخترق بسرعة و بجدارة السلم الوظيفي
في مؤسسة التي يشتغل فيها ...
هذا الشاب أثناء
حضوره ندوة علمية تعرف على فتاة كانت تحضر هي أيضا الندوة المذكورة . ويبدو أن
أفكارهما تقاطعا ، طلب منها الزواج وافقت مبدئيا في انتظار التقدم لوالدها ، كما
تقتضي الأصول...
بالفعل ، أصطحب
ذلك الشاب عائلته وقصد أهل تلك الفتاة. بعد بروتوكولات التعارف ، طلب والد الفتاة
من الشاب مهلة زمنية للتفكير والتحري عنه ...
بعد انقضاء المهلة اتصل الشاب بوالد الفتاة
لاستفسار عن رأيه الذي اتخذه في الموضوع. أجابه بتعجرف مبطن، "على كل حال ،
بعد تحرياتي عنك تأكدت أنك محترم "ابن عائلة" ، لكن هذا الزواج
"غير كفء" لذلك أنا أعترض عليه". قرار كان جد صاعق على نفسية الشاب
...
صحيح الشاب تظاهر بأنه غير مبالي بهذا الرفض لكن في قرار نفسه أصيب بانتكاسة نفسية ، لو رفضته الفتاة لكان ذلك شيء منطقي لكن أن
يأتي الرفض من والدها مستعينا بتلك العبارة
"زواج غير كفء" هنا مصدر الانتكاسة...
على أي كفاءة
يتحدث هذا الأب المغرور. من الناحية الثقافية فهو خريج جامعي في يديه مهنة يُمكن
أن توصله إلى أعلى هرم في ميدان تخصصه .
من الناحية الأخلاقية ، الأب نفسه شهد له بأنه محترم وابن عائلة ...
لم يبقى إذن من
الكفاءة سوى النواحي المادية ، صحيح الشاب ليس غنيا ولا يملك سيارة فخمة ولا أرصدة
لأنه في أولى مشواره المهني معتمدا على نفسه وليس على أحد آخر . والحياة ورشة بناية ، تبدأ حجرة بحجرة حتى تكتمل و تصبح صالحة
للسكن...
بدون أدنى شك رد
هذا النوع من الآباء سيكون مغايرا تماما لو أن المقدم لخطبة ابنته صاحب مال حتى و لو كان
أميا جاهلا ، لا يُعرف مصدر ثروته
و تلك السيارة الفخمة التي قصده بها لخطبة ابنته ، و لا يعرف ما هو موجود في صفحة
سوابقه العدلية ...
خلاصة القول ، هذه
الأسباب "التعجرفية" (التعجرف) كامنة في نفسية بعض آباء ، أو الكثير منهم ، الذين أصبحوا يرون في
زواج بناتهم جسور للتقرب من أصحاب الثروات والجاه
طمعا فيهم عسى أن ينالوا فتاتهم مثلهم مثل القطط ( احتراما للمقام تجنبت
ذكر وصف آخر) ، التي تنتظر الفتات تحت موائد أسيادها...
قلت هذه الأسباب
التي عنست من أجلها الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج وما يترتب ذلك من الانحرافات
الأخلاقية التي تعصف بأسس المجتمعات ...
في الأخير ،نفسي معرفة إذا كان هذا الأب
المتغطرس وجد الزوج الكفء لابنته أم لعنة هذا الشاب ونواياه النبيلة ستلاحقه
ليبقيه الله على قيد الحياة ليرى ابنته وقد لحقت بقوافل العنوسة . ليتمنى أن يدق بابه يوما ولو كهلا لطلب يدها...
ويكون بذلك استجاب الله ، عز وجل ، لذلك
الانكسار النفسي والمعنوي للشاب و أمثاله ، لحظة الاستماع لذلك الرد الاستعلائي من
هكذا أشباه آباء في مرتبة تجار الذين حولوا بناتهم سلع في أسواق تشبه أسواق الرقيق ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
08.06.2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق