Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

22 مارس 2018

"السر الطبي"...



في الحقيقة رأي في المستشفيات والطب بصفة عامة معروف. وقلت في مواضيع سابقة لا أخشى المرض بقدر الخشية من المستشفيات و الأطباء...
حتى عندما أكون مجبرا على زيارات المستشفيات ، ولو  لعيادة مريض أشعر بحالة   نفسية رهيبة ربما نفس الرهبة التي تنتاب المُساق إلى حبل المشنقة...
صحيح ، في بعض الحالات يكون هذا الشعور مفرط ومُبالغ فيه ، لكن في الكثير من الأحيان يكون مبرر وفي محله، عندما تُصادفك مواقف تصدر من بعض الأطباء والقائمين على الميدان الطبي،  تشعر بذلك الإحباط المعنوي الرهيب ...
وتصبح ترى في المرض أو الوعكة الصحية أهون وارحم من تلك المواقف وتصبح ترغب في تتعايش مع المرض أفضل بكثير من الاحتكاك بمثل هكذا أفراد وجودهم في الميدان لم يكون نابعا من حب المهنة قدر ما هو لمآرب أخرى...
لأن ميدان الطبي هو ميدان إنساني قبل أن يكون ميدان علاجي. كلما استراحت نفسية  المريض لطبيبه المعالج ازدادت عند  هذا الأخير فرص الشفاء ...
والعكس صحيح ، عندما يتعامل الطبيب مع مريضه بتعالي وجفاء  أو يشرح له بلغة أو بأسلوب لا يستعمل حتى في ميادين  خارج الطب ، يصبح هذا الشعور له ما يبرره ...
من المؤسف هذه الحالات كانت في المستشفيات العمومية  والآن أصبحت معممة في القطاع الخاص. لأن الطاقم الطبي الذي كان يشتغل في تلك المستشفيات العمومية  هو نفسه ، تقريبا ،  الموجود في القطاع الخاص حامل معه ذهنية السابقة...
 رغم أن هؤلاء يقبضون أثمان باهظة من المرضى الذين يقصدونهم ، أثمان  ليست في متناول طبقات واسعة من المجتمع ، إلا أن قسط كبير منهم لم يغيروا طريقة تعاملهم  ...
 وهنا لا أقصد فقط بعض من الأطباء لكن أيضا الكثير  من الممرضين وأصحاب المخابر ، الخ...الذين انتقلوا من القطاع العام إلى قطاع الخاص  بدون تغيير تلك  الذهنيات المرتبطة بالقطاع العام ...
لكي أعطي مثالا على ما أرادت قوله . مؤخرا ، حملت نتائج تحليل مخبري  للطبيب المُعالج لمعاينته  طالبا  منه تفسير مصطلح طبي لم افهمه موجود في نتائج التحليل المذكور...
وإذ  بذلك الطبيب ينتفض بطريقة غير ودية ، قائلا لي أنه ليس من حقي الاطلاع على تلك النتائج وهو الوحيد ( الطبيب)  من حقه رؤيتها ، رغم أن تلك النتائج تخصني شخصيا. كأن تلك النتائج سر من أسرار الدولة  أوكأن جسم الإنسان هو أيضا داخل ضمن تلك الأسرار...
المهم ، لم أحاول الدخول مع ذلك الطبيب في مجادلة أخذت تلك النتائج وانسحبت  وفي البيت استعنتُ بمحركات البحث واتصلت بأطباء و مواقع طبية ما وراء البحار ، أعطوني بالتفاصيل المملة كل ما كنت أحتجه من معلومات طبية بخصوص نتائج تلك التحاليل ، أكثر من ذلك  أعطوني حتى طرق وكيفية العلاج و بالمجان...
وهنا تكمن المفارقة ، أطباء  يقبضون و لا يشرحون  معتبرين  ذلك "سرا" . وأطباء و اختصاصيين ما وراء البحار يشرحون للناس و لا يقبضون .ومن هنا يُمكن معرفة المعنى الحقيقي لمعنى الطب...
وهنا تكمن أيضا فوائد العولمة ، لأنها تقضي على الاحتكار وبالخصوص الاحتكار  ألمعلوماتي . كما قال  لي أحد الأشخاص لولا  الضمان الاجتماعي لما قصد أحد طبيبا لأن كل شيء متوفر ويصبح كل شخص طبيب نفسه يشتري مباشرة الأدوية من الصيدليات بدون الحاجة إلى وصفات طبية التي تكلفه مبالغ طائلة ، في كثير من الأحيان بدون جدوى...
شخصيا ، أصبت بظاهرة جلدية غريبة قصدت  الكثير من الأطباء وصفاتهم بقت بدون جدوى ، مرة عرضت الأمر على صيدلي أعطاني مرهم ( pommade) ، استعملته مرتين أو ثلاثة اختفت تلك الظاهرة نهائيا .الغريب أن ثمن ذلك المرهم لا يساوي جزء بسيط من ثمن الفحص الطبي...
          






بلقسام حمدان العربي الإدريسي
22.03.2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق