Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

6 سبتمبر 2017

" لا تقلقوا ، البسملة منقوشة في القلوب"...




الجدل الدائر بخصوص قرار وزارة التربية الجزائرية بحذف "البسملة" من الكتب المدرسية ، لم أكون انوي الدخول في النقاش الحاصل  ...
 لكن مر على تعليق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، جذبني بقوة إلى حلبة النقاش لأدلي برأي في الموضوع ...
 التعليق المذكور مضمونه " عدم القلق من حذف «البسملة"، لأن ذلك لا يعني شيئا، فهي (أي البسملة) محفوظة و منقوشة في القلوب...
صحيح لما القلق ، إذا كانت الجهة المعنية ترى إن مشكلة التربية و التعليم  في البلاد محصورة في "البسملة" ،  فلنترك لها الفرصة تقويم الوضع التربوي و التعليمي بحذف هذا التي تراه عائق  ...
رغم أن من وجهة نظري ، مشكلة التربية و التعليم لا علاقة لها  بوجود "البسملة" من عدمها . وأهل الميدان هم أدرى بمشاكل القطاع وطرق حلها...
لنعود إلى الموضوع، قلت مر علي تعليق شدني بقوة على أن لا خوف على "البسملة" لأنها منقوشة في القلوب منذ أن يكون الإنسان جنينا في بطن أمه حتى لحظة التفاف الساق بالساق...
الجنين في بطن أمه  وهو يسمع و يتعلم "البسملة" عندما تضع أمه الحامل يدها على بطنها و هي تكرر في "البسملة" مرات عديدة. و الجنين يسمعها عندما تبدأ أمه في تناول الطعام يتغذى منه و هي تكرر في  "البسملة"...
الجنين يسمعها لحظة خروجه من بطن أمه أولا من طرف القابلة أو التي أشرفت على ولادته ثم من والدته عندما تحتضنه لأول مرة. ثم يسمعها عند كل رضاعة من ثدي أمه ...
وعندما يصبح طفلا يحفظها على ظهر قلب في المآكل و المشرب و عند النوم و الاستيقاظ وأول يوم يحمل محفظته قاصدا المدرسة، وهكذا...
بالمختصر المفيد ، التعليق المُشار إليه يُعبر عن واقع حال لا يمكن لأطنان من القرارات الإدارية أن تلغيه من القلوب ، قد تُبلى أو تفنى تلك الأوراق التي حرر عليها القرار لكن لا يمكن لها أن تمحو "البسملة" من وجود الناس في التعليم أو خارج التعليم ...
لان الشعب الجزائري مسلم و إلى عروبة ينتسب، قائلها أصبح رميما لكن المقولة مازالت حية ترزق في قلوب و ضمائر الناس، لأنها نابعة من وجدانهم...
والثورة الجزائرية التي انتصرت على ابطش قوة استعمارية عرفها التاريخ كان سلاحها الأساسي "البسملة " و "الله أكبر" ، عبارتين كانتا كافيتين لتعادل أطنان المتفجرات التي كانتا  تنسفان  قلوب الجنود المستعمر و تفقدهم توازنهم القتالي و المعنوي و ليس تلك البنادق العتيقة التي كانت بحوزتهم، موازنة بما كان يمتلكه الاحتلال من معدات قتالية لا تعد و لا تحصى...

إذن لا داعي الخوف على "البسملة"  فهي منقوشة و محفورة في القلوب و تجري في الدماء كما يجري الدم في الشريان...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
06.09.2017 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق