Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

30 أغسطس 2017

الإعلام العربي مُشارك في حملة تشويه الإسلام...

الإعلام العربي بجميع فروعه ، من حيث يدري أو لا يدري ، مُشارك بصورة فعالة و حاسمة في الحملة العالمية الهدف منها تشويه الإسلام بطريقة منهجية و قاتلة ...
هذا الإعلام الذي يردد بدون تحميص العبارة العالمية الشائعة "الإرهاب الإسلامي" ، بدل "الإرهاب المُضاد للإسلام" ، فهو بذلك يعطي مصداقية لهؤلاء لأنها شهادة من أهله ...
هذه العبارة المقززة "الإرهاب الإسلامي" ، التي أصبحت "شبح غول" معروف بالاسم مجهول جسما.تمما كالغول ، الذين كان يخوفننا به أهلنا عندما كنا صغارا بأننا إن لم تلتزموا الهدوء سيأتيننا الغول في الظلام الدامس ليأكلوننا. بمعنى ، هذا الغول لا يتحرك إلا في الظلام...
تماما ، نفس الشيء لحكام الشعوب الغربية الذين يخوفنا شعوبهم بغول "الإرهاب الإسلامي"، الذي هو أيضا يتحرك إلا في الظلام لكي لا يعرفه أحد .  ليتركوا شعوبهم تحت الخوف المزمن...
 كما هو الحال الرئيس الفرنسي مؤخرا و الذي يحاصره عدم رضا من طبقات واسعة من الشعب الفرنسي للانجازته خلال مدة مكوثه في قصر الاليزيه ،   فخرج  عليهم بخطاب أنه في حرب ضد "الإرهاب الإسلامي" . بمعنى المبطن  ، اصمتوا أو سأطلق سراح "الغول"...
قلت ،  الإعلام العربي مشارك في هذه الحملة العالمية التي تستهدف تشويه الإسلام ونسفه من الأساس ، هذا الإعلام منه من منخرط في الحملة بدون قصد أو جهل ، لكن منه من هو عارف معنى العبارة وقصدها ورغم ذلك مركز علها لحاجة في نفس يعقوب...
صحيح ، قد يكون هناك تطرف فكري كما هو حاصل في جميع الديانات و القوميات ، وهناك من أهل الإسلام من جهله يؤذي حتى نفسه بسبب التطرف الغارق فيه ...
فمثلا ، من يكون مضطهد في بلده  ولا يستطيع حتى فتح فاه  إلا عند طبيب الأسنان ،  وعندما يُهاجر إلى بلاد الغرب تُعطى له حرية لا مثيل لها و يصبح يعبر عن أفكاره كما يشاء و يؤدي عبادته كيف و أين شاء حتى أصبح يؤدي صلاته في الشارع بعدما كان ممنوعة عليه حتى في بيته عندما كان في بلده الأصلي...
فبدل أن يحمد الله على هذه النعمة ويحسن معاشرة هؤلاء الذين أحسنوا إليه و يتركهم في حالهم كما  تركوه في حاله ...
 بدل ذلك تنفك عقدة لسانه و يصبح داهية في نقد هؤلاء في أسلوب معيشتهم و حياتهم إلى درجة تكفيرهم و ينسى انه ضيف عندهم و الضيف ليس له الحق تجاوز حدود الضيافة وخصوصيات المُضيف...
وهذا الصنف المتحجر فكريا و المتطرف عقائديا ، الذي ينتمي ظلما و عدونا للدين الإسلامي ، هو من استغلته أجهزة الاستخبارات العالمية المناوئة للإسلام و على رأسها الموساد الصهيونية ليكونوا طعما لتنفيذ مخططاتها الجهنمية ضد الإسلام  وأصبح يُعرف ب "الإرهاب الإسلامي"...
لأن إذا أرادنا تشخيص الإرهاب الديني لا يوجد في الوقت الحالي على مستوى العالم سوى "الإرهاب الصهيوني" الذي يتحرك تحت غطاء ديني ...
لنفترض أن ما هو حاصل في بعض البلدان الغربية من اعتداءات بالسكاكين و دهس بالمركبات لمواطنين على الطرقات و الأرصفة صحيحة و أن هؤلاء المنفذين ينتمون فعلا للدين الإسلامي...
فما هي أوجه بالمقارنة بين الجهة الأخرى و التي تعلن جهرا أنها تنتمي إلى دين محدد من قتل بالجملة وهدم بنايات سكنية بالكامل على رؤوس ساكنيها من أجل استهداف فرد واحد أو مطاردة الخصوم في عواصم بلدان و اغتيالهم منتهكة حرمة سيادة تلك البلدان ...
  ولكن لا أحد يجرؤ على القول "الإرهاب اليهودي"، حتى الإعلام العربي الذي يستخدم بدون هوادة عبارة  "الإرهاب الإسلامي"  ...





بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.08.2017       
        

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق