الحقيقة لابد الوقوف عليها والتي تُعتبر استثناءا ، على الأقل في الثلث
الأول من هذا الشهر الكريم ، ألا وهي سكينة ورحمة في أسعار المواد الاستهلاكية ،
عكس السنوات الماضية التي كانت مجرد اقتراب شهر رمضان تلتهب التهابا لا مثيل له
...
قلت سكينة في الأسعار حتى أن بعض من هذه المواد عرفت انخفاضا ملحوظا ، على الأقل على مدى نظري. لا يُعرف السبب الذي
جعل تجارنا هذه السنة مختلفون عن ما سبق هل هي هداية ربانية و تشبع بالقيم والعبر
أم مرحلة استثنائية و تعود "حليمة لعادتها القديمة"...
في مناقشة مع أصدقاء في الموضوع اتفقنا على المضمون و اختلفنا في الأسباب.اتفقنا
أن هناك فعلا سكينة في الأسعار عكس السنوات التي مضت...
واختلفنا في الأسباب، هناك من يرى أن السبب يعود إلى وفرة هذه المواد و
هناك من يرى وعي المستهلك و هناك من يرى انخفاض القدرة الشرائية بشكل كبير للناس
وهناك من يرى أمور أخرى مختلفة و متفرعة...
قد يكون سبب أو أكثر مما ذُكر، أو يكون التجار توصلوا إلى نتيجة أن كل الأموال
التي تحصلوا في السابق عن طريق أكل أموال الناس بالباطل عن طريق الربح الفاحش في
شهر الرحمة و البركة عادت عليهم بالمصائب و المصاعب...
وقد يكون حصل لهم كما حصل لتاجر الحليب " الغشاش"، الذي كان يُتاجر
في الحليب المغشوش وعندما جمع مالا بهذه الطريقة أراد أداء فريضة الحج...
وبمجرد ركوبه الباخرة ضاعت منه كل مدخراته في مياه البحر مما اضطره إلغاء
السفر و العودة من حيث آتى . وعندما استفسر أهل العلم أجابوه " دراهم الماء
راحوا فالماء"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
02.06.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق