من بين أهم العقد التي تلازمني منذ الصغر "عقدة مادة النحو". وقد
ذكرت في وقت سابق قصة هذه العقدة المستديمة ...
حتى عندما أبدا في كتابة موضوع أو رسالة ترن في أذني تلك الضحكات الساخرة
من أصدقائي عندما
كنا ندرس في السنوات الأولى ابتدائي، خاشيا من رفع المجرور أوكسر المرفوع ...
سبب تلك الضحكات الساخرة البريئة المطب الذي وقعت فيه عندما قمت بتركيب جملة بطلب من الأستاذ ، فيها جار و مجرور قلت "ركبت في الحمار" ...
في الحقيقة تلك الضحكات القوية كانت انتقاما من أصدقائي ورد اعتبار لهم بسبب إني كنت متفوقا عليهم في مادة
الرياضيات و كانت أستاذة الرياضيات تعطي لهم المثل بي و تصفني أمامهم بالعبقري.
لذلك اغتنموا ذلك المطب النحوي القاتل الذي وقعت فيه . رغم أني أتمنى أن
تعود الأيام و السنوات للوراء لأشاركهم بقوة ضحكاتهم...
عقدة استمدت في وجداني رغم الانتصارات الباهرة التي حققتها لاحقا في هذه
المادة خصوصا مع الأفعال المنصوبة و المجرورة على غرار ذلك الانتصار التاريخي الذي
حققته مع المفعول لأجله...
عندما كونت جملة بطلب أيضا من الأستاذ
، قلت فيها "سافرت إلى لبنان طلبا للعلم " (شارحا للمعلم طلبا هو المفعول
لأجله) ...
صرخ حينئذ المعلم بأعلى صوته "رائع يا بني"، لكن أصدقائي الصغار التزموا الصمت هذه المرة وأنا انظر إليهم
نظرة المنتصر و لساني حالي كان يقول "اضحكوا الآن...". رغم هذا الانتصار
الباهر و التاريخي إلا أن عقدة "ركبت في الحمار" لم تفارقني...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
30.01.2017
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق