في الحقيقة أنا مصاب بعقدة ترقى إلى عاهة مستديمة ألا وهي خوفي من الإدارة.
لا اعرف كيف انغمس هذا الشعور في كياني لكنه في الأخير حقيقة لا يمكن إنكارها أو إخفاءها...
قلت "عقدة الإدارة"، المفارقة إنني خريج هذه الإدارة بمختلف
فروعها و أعرف مداخلها و مخارجها و حتى جذورها التكعيبية وقضيت نفس مشواري الحياتي
المهني في أروقتها المتداخلة في بعضها البعض ربما يكون هذا المشوار هو السبب
الرئيسي في ترسب هذا الشعور في باطن كياني...
درجة الخوف وصلت بي إنني عندما تكون لي حاجة في إدارة ما حتى لو كانت بسيطة جدا ، أول شيء ابحث عن من ينوب عني في إتمام لي تلك المعاملة نيابة عني بدون أن
أحضر شخصيا ...
لكن عندما يكون حضوري ضروري فيعني
ذلك إعلان حالة الطوارئ القصوى في كياني الباطني وأصبح أضع في الخطط و الخطط
البديلة كيف أنهي تلك المعاملة الإدارية بنجاح أو بأقل أضرار معنوية و مادية ممكنة...
و أصبح كقائد ميداني في مواجهة حربية أو قائد فيلق محمول جوا يدرس مسبقا الخرائط تضاريس الموقع المخصص لإنزال قواته جوا
بدون عوائق طبيعية أو من الكمائن المنصوبة...
لأن من خلال تجاربي ، يمكن لعون
بسيط في إدارة أن يسبب لك مشاكل حلها يتطلب وقتا و جهدا وفي الكثير من الأحيان قرار
قضائي لإصلاحها ...
ككتابة اسمك أو أي بيانات أخرى بشكل غير صحيح لأن ذلك العون وهو يملا في باينتك
يكون مشغول مع هاتفه النقال أو هو في حديث حميمي مع زميلته...
هذا إذا كنت سعيد الحظ و استطاعت المرور بسلام على الحاجز الأمني المتقدم
المتمثل في البواب.حتى تظن في بعض الحالات انك قاصد الوكالة الاستعلامات العالمية
الدخول إليها يتطلب بيانات بيومترية ...
لكن ، لابد من الاعتراف ليس كل هذا
الإحساس تجاه الإدارة صحيح ، في كثير من الأحيان عندما انهي معاملة من المعاملات
بسهولة أكثر مما كنت أتصوره ، أسخر من هذا الإحساس المفرط واعتبره تطرفا "إحساسي".وكل تلك الخطط التي وضعت مسبقا ذهبت سدى...
لأن ببساطة الفرد وتربيته و تكوينه هو الأساس وبالخصوص في ميدان كالإدارة ، التي
تعتبر الواجهة الأمامية لأي بلد ومن خلالها تعرف درجة تقدم أو تأخر والموظف هو همزة
الوصل والوصل يكون سليما إذا كانت الهمزة سليمة و العكس صحيح...
شخصيا ، عندما أقصد إدارة أول شيء افعله
ألقي نظرة على الأعوان خلف شبابيك وانتظر قليلا لأرى أسلوب المخاطبة مع الذين
يسبقوني في الطابور لأقرر أي شباك اتجه، هذا
إذا كان هناك عدة شبابيك ، أما إذا هناك
شباك واحد وموظف واحد ، حينئذ أبدا في
مراجعة للمرة الأخيرة الخطط البديلة...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.12.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق