وأنا في إحدى المصالح الإدارية ، فجأة وبدون سابق إنذار عادت ذاكرتي للوراء
و تذكرت تلك الأغنية الحماسية المؤثرة جدا لو اسمع الله ، عز وجل ، الأحجار الصماء في ظلمات قاع المحيطات لانتفضت
وتفتت غيظا و حزنا...
الأغنية عنوانها "وين الملايين..." ، تعبر عن واقع مُر حل بهذا
المواطن الذي يكون فقد تماما الإحساس ولم تصبح تؤثر فيه لا الأغاني الحماسية أو
غير الحماسية ، لأن ببساطة الإحساس والعزة بالنفس يعتبران الحجر الأساسي في التركيبة
البشرية تؤدي إلى حب الأوطان و الدفاع عنها...
لأن الأوطان حق أساسي للفرد والوطن
العربي يُعتبر حق لتلك الملايين الغائبة عن الوعي التي كانت تخاطبهم بدون جدوى تلك
الأغنية المذكورة ...
و لا أعرف ما حل بتلك الفنانة الرائعة التي أدت هذه الأغنية بصدق نابع من جروح عميقة
عمق النكبات ، هل هي مازالت على القيد
الحياة أو هي فارقتها ومعها أغنيتها...
أو هي ببساطة اعتزلت الفن بعد أن
عرفت الجواب عن أغنيتها وأدركت أنها لو غنت بين القبور لكان ذلك أزكى و أفضل...
قلت تذكرت تلك الأغنية وأنا في مصلحة إدارية ، وأنا أنتظر دوري على إحدى الشبابيك كانت قبلي فتاة في مقتبل العمر ،
بمعنى العينة المستقبلية لتلك الملايين ...
وإذ اسمع تلك الفتاة وهي تخاطب الموظف أنها لا تستطيع ملا تلك
البيانات بالعربية لأنها لا تفهمها، وقالتها بفخر و تعالي. تكبر يعبر عن خلل و عقدة
نفسية مستديمة ...
لو كانت تلك الفنانة صاحبة أغنية "وين
الملايين..." ، حاضرة في المشهد لعرفت و فهمت لماذا أغنيتها لم تؤثر في نفسية
"الملايين". لأن ببساطة الفاقد
الهوية يكون فاقد الإحساس ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
24.11.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق