الرئيس الأمريكي المنتخب ، دونالد ترامب، تعهد أثناء
حملته الانتخابية أنه سيقوم بترحيل من الولايات المتحدة كل المهاجرين الغير الشرعيين
الذين يعدون بالملايين...
وكانت هذه
النقطة ، أي عملية الترحيل ، أهم نقطة في
برنامجه الانتخابي بموجبه تحصل على تزكية الوصول إلى المكتب البيضاوي الذي منه
تصنع القرارات ...
وللتعريف ، الهجرة الغير الشرعية تطلق على من دخل بلدا من
نوافذه بدل أبوابه ، أي بدون إذن السلطات البلد المعني ، طلبا للعمل أو هربا خوفا من ملاحقة بسبب آراء
سياسية أو جرم ارتكبه في بلده الأصلي. هذه تُعتبر الهجرة الفردية في غالبيتها مسالمة ...
وهناك هجرة أخرى
غير شرعية عدوانية كعملية غزو بلد من بلد أخرى و اكتساحه بجيوش جرارة ، الفرق بين
الهجرة الأولى المسالمة و الهجرة الثانية العدوانية ...
أن الأولى تنفع
البلد الذي يستقبل هذه الهجرة (التي تسمى غير شرعية) ، بحصوله على يد عاملة رخيصة الثمن تساهم بشكل
فعال في دوران العجلة الاقتصادية و التنموية للبلد المعني...
أكثر من ذلك ، هذه اليد لا تطالب بأي حق من حقوق العمالة
، كالضمان الاجتماعي و تحديد أوقات العمل وأيام الراحة ، إلى غير ذلك...
لأنهم يدركون لو "رفعوا رؤوسهم" قليلا يكون
مصيرهم الطرد . وهذا ما يريح أرباب العمل
ويرتاحون كثيرا لهذه اليد بدل اليد العاملة الأصلية. ولا يمكن التصور أن هؤلاء
أرباب العمل الذين يتحكمون في دواليب الاقتصاد الأمريكي سيرتاحون كثيرا لمشروع
الرئيس المنتخب بطرد هؤلاء المهاجرين...
هذا جانب اليد العاملة المسالمة ، أما عن الشق الهجرة الآخر العدوانية ، فهي عكس اليد
العاملة الأولى، تستنزف خيارات البلد و تفقيره ( الفقر) ،وتعطيل كل مسببات نموه
الاقتصادي و السياسي و الثقافي،وغير ذلك من الأمور...
وسكان ولايات
المتحدة هم من الصنف الثاني ، أي غزوا
بلدا وشردوا أهله وبذلك يعتبرون مهاجرين
غير شرعيين "عدوانيين" من وجهة
النظر القانونية ، بما فيهم "دونالد ترامب"...
والجهة الوحيدة التي تُحدد من هو شرعي و الغير شرعي هم
السكان الأصليون للبلد ، هذا إذا كان حتى هؤلاء "مهاجرين غير شرعيين"
غزو و استولوا على البلد و أبادوا سكانه الأصليين قبل أن يحين دورهم وأبيدوا من
طرف أسلاف "دونالد ترامب" ، ليصبح "مهاجر شرعي بالوراثة" ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
19.11.206
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق