Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

13 مارس 2016

فقدان المناعة...



المناعة ، كل حاجز يمنع  الأذى أو الضرر من الوصول إلى مبتغياهما والحفاظ على الشيء الأصلي والتخلص و طرد كل ما هو غازي و ضار. و كل شيء له جهاز المناعة الخاص به ...   
فإذا كان  للجسم جهاز  مناعة يصد الأمراض والسموم يحيدها و يبيدها.    يتطور  هذا  الجهاز المناعة مع نمو الإنسان و مرور الزمن،  لتصبح مناعة مكتسبة تكتسب بالتدريب والتحفيز،تكون أساساها التطعيم الكامل و  الصحيح والوقاية ...
وعلينا التخيل جسم فاقد المناعة المكتسبة كيف تعصف به كل "نسمة فيروسية" ، و لنا خير دليل ما هو حاصل مع الذين فقدوا هذه المناعة لم تنفع كل البحوث الطبية و المخبرية المدعومة من منظمة الصحة العالمية من إيجاد علاج يكون بديلا عن المناعة الذاتية  المكتسبة  ...
تماما ، المثال ينطبق على المجتمعات و بالتالي الأمم التي تفقد مناعتها الذاتية المتمثلة في الحفاظ على انسجامها الأخلاقي و المجتمعي و تصبح عرضة لكل الاختراقات و يصبح جهاز المناعة لهذه المجتمعات  عاطل عن التمييز بين ما هو صالح وبين ما هو ضار و مفكك...
والمجتمع العربي ، على الأقل مدى علمي و نظري ، جهاز مناعته أصابه التلف و فقد حاسة التمييز وأصبح يتقبل كل ما هو مستورد ...  
و لتوضيح و تبسيط الفكرة أكثر ، علينا اخذ مثال بسيط (تم ذكره في وقت سابق) ،تلك العادة العجيبة الغريبة التي غزت المجتمع العربي  الإسلامي المحافظ ، ألا وهي "قصة"  الخاتم يوم الخطوبة وطقوسه العجيبة الغريبة عنا ، وأصبح البند الأساسي والغير قابل للنقاش ، حتى لو أدى ذلك إلى إلغاء الزواج نفسه...
بل فعلا ،لقد تم فسخ "خطوبات" ، على خطوات قليلة من إتمام الزواج ، لان العريس تقاعس أو رفض انجاز هذا البند ، مما اعتبر من طرف أهل العروس اهانة ، لا توازيها اهانة ، أمام الأهل و الجيران و الناس...
أو العكس الصحيح ،لأن والد العروس ،المحافظ على تقاليده ،رفض أن تخضع ابنته لهذه الطقوس المستوردة من وراء البحار وعلى أمواج "الصحون الطائرة" ، فأعتبر من العريس أو أهل العريس اهانة لهم وخروج عن دفتر "شروط العصرنة"  ...
لقد حاولت معرفة خصوصيات وفوائد هذه العادة حتى نرتمي هكذا في "أحضانها" ، كارتماء الطفل في أحضان أمه ! فلم أجد ما يبرر ذلك ...
قلت المجتمع العربي المسلم المحافظ ، و أعني "المحافظ "المناطق التي كانت دوما حصنا منيعا لأصالتنا و تقاليدنا الضاربة في الجذور ، اخترقت بشكل فظيع بهذه العادة الغريبة ، ولا يعرف كيف تمت بهذه السهولة ...
 بل أكثر من ذلك ، مناطق تحرم فيها البنت من التعليم وحلاوة العلم ، بحجج المحافظة و الأصالة ،  لتختفي كل هذه المعتقدات يوم "الخاتم"، وطقوس الخاتم...
هذا إلا مثال بسيط و هين إذا قُورن بأمثلة أخرى كيف "انبطح" المواطن العربي وفقد ثقته في نفسه و في تقاليده و في أصالته و اختفى جهاز مناعته كما تختفي الجيوش و تولي الدبر يوم الزحف...
هذا لا يعني المجتمع يبقى منغلق على نفسه ، كما حدث لمجتمعات انغلقت على نفسها فحلت بها عاصفة و ذابت كما تذوب الأملاح في المياه . على سبيل المثال لا الحصر : مجتمعات الهنود الحمر...
لكن ، علينا تقوية جهازنا المناعي لغربلة و تصفية كل ما هو وارد ، الاحتفاظ بكل ما هو النافع ورمي في سلة "القاذورات" كل ما هو غير نافع أو ضار. تماما ، كالشجرة المثمرة علينا الاختيار النوع الجيد لتقليمها . و لا يمكن تقليم شجرة التفاح بنبتة "الدفلة" ، رغم أنها دائمة الاخضرار وزاهية الألوان ، لكنها تبقى مُرة و سامة...  


بلقسام حمدان العربي الإدريسي
14.03.2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق