شخصان ، من نفس القرية سافرا إلى مدينة في
بلد اخر . بعد عودتهما ، طلب منهما أهل تلك
القرية كيف وجدا تلك المدينة. واحد من الشخصين ، قال لهم أن أهل تلك المدينة في
قمة الأخلاق و العبادة ، دور العبادة منتشرة في كل مكان، الخ...
والثاني ، قال أن كل شيء في تلك المدينة مباح
. دور "الدعارة" (أكرمكم الله) ، و "الخمارات" و دور اللهو ،
... منتشرة في كل مكان . أناسها ( المدينة) ، في الرذائل منغمسين...
تعجب أهل القرية وظنوا أنهما (أي الشخصين) ، يَستهزِئَانِ منهم . كيف لشخصين زارا نفس المدينة رأيا الشيء و نقيضه. أحد حكماء القرية تدخل وقال لهم :
الرجلان الاثنان صادقان في قولهما ، و كل واحد وجد عما كان يبحث عنه...
أتذكر هذه القصة ، كلما اكتب موضوعا و أتلقى
الردود و التعليقات . منها ، أي التعليقات ، مدح و تعابير شكر و تقدير وإشارة عن
الموضوع مفيد فكريا و غني بالمعلومات المفيدة و الراقية...
يقابله رد وتعليق كله ذم تصل إلى مرتبة الشتم
في بعض الأحيان ، منها من يطلب مني البحث عن شيء اخر أتسلى به، سوى الكتابة وهدم
قواعد اللغوية و النحوية...
صحيح ، أضم رأي إلى رأي حكيم القرية ، الرأيين
صحيحين. الأول كان يبحث عما يفيده في الموضوع وجده و الثاني كان يبحث عن أغلاط و
نقائص الموضوع وجدها...
الأول رأى نصف الكأس مليء والثاني
نصف الكأس فارغا ، رغم أنه نفس الكأس .
لأن ، على حسب النظر يُرى الشيء ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
11.02.2016
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق