كنت في المسجد
فجرا لأداء الصلاة ، وإذ بي أسمع صوتا قويا لرجلا
كان في الخلف عند الباب المسجد . في بادئ الأمر ظننته متسولا
يطلب في الصدقة من المصلين . لم أرى شكله لأني كنت قائم في الصلاة ، وعلى حسب صوته يكون في السن الستينات...
ذاك الرجل كان
يطلب في صدقة من نوع آخر ، كان يطلب من
المصلين "أخذ المعروف" على
زوجته التي طردته من البيت وأصبح متشردا في الخلاء...
قائلا ، بمرارة الإحباط المعنوي و النفسي "...طردتني ، عندما كبر أولادها...". وبشكل لا شعوري ، وجدت
نفسي أرددت عبارة "اللهم آمين" ، وأنا مازلت قائما في الصلاة ...
لا نناقش الأسباب
، قد يكون هناك سبب لا نعلمه ، قد يكون ذلك الرجل ظلم تلك المرأة في مرحلة أو حصلت
خلافات عميقة خلال المشوار الزوجي. وهذا شيء طبيعي ويحصل في
الحياة الزوجية في كل مكان وزمان...
لكن الجوهر هو
المهم ، كيف لشخص أن يطرد من بيته أخر ملجأ
له يحس فيه بالأمان و الراحة. بيت يكون
بناه بعرقه وأحلامه وأنجب أولادا كان يظن أنهم احتياطه الاستراتيجي الذي يلتجأ
إليه عند ينفذ مخزونه السني و الصحي...
هذه الحالة ليست
نادرة أو استثنائية ، شخصيا اعرف حالات كثيرة من هذا النوع تفشت في مجتمعنا القائم
على مبادئ من المفروض محصن من هكذا حالات ...
أعرف رجالا كانوا
أسودا عندما كانوا في كامل قواهم البدنية و الصحية قبل أن يعصف بهم ضر السن والمرض
، وجدوا أنفسهم مطرودين من أمثال هذه الزوجة، يعيشون في "عشش" لا تصلح
للبهائم و هجروا (الضمة على الحرف الأول) ، من
"فلذات أكباد" أو هكذا كانوا
يظنون...
من أمثال تلك
المرأة اللواتي يلجان لهذا الأسلوب "السادي" و يكشرن عن أنيابهن السامة و
ينتقمن من شركاء حياتهن ويطردونهم
إلى الشارع كأنهم "أكيس زبالة" ، أصنافهن "الخساسة و "النذالة" و " نقص في الأصالة". والعكس أيضا
صحيح ...
والأولاد الذين
يرضون و يشاركون في طرد أبائهم أو أمهاتهم من المنزل ، أصل هؤلاء الأولاد لا يحتاج إلى
أربعة شهود للتأكد من أن نطفة وجودهم "غير نظيفة"... "اللهم أغفر لي و لوالدي و أرحمهما كما
ربياني صغيرا" . اللهم آمين.
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.12.2015
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق