Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

21 ديسمبر 2015

( قصص من الواقع) ... " اللهم آمين"



كنت في المسجد فجرا لأداء الصلاة ، وإذ بي أسمع صوتا  قويا  لرجلا  كان  في الخلف  عند الباب المسجد . في بادئ الأمر ظننته متسولا يطلب في الصدقة من المصلين . لم أرى شكله لأني كنت قائم في الصلاة ،  وعلى حسب صوته يكون في السن الستينات...
ذاك الرجل كان يطلب في صدقة من نوع آخر ،  كان يطلب من المصلين "أخذ المعروف"  على زوجته التي طردته من البيت وأصبح متشردا في الخلاء...
 قائلا ، بمرارة الإحباط المعنوي و النفسي   "...طردتني ، عندما كبر أولادها...". وبشكل لا شعوري ، وجدت نفسي أرددت عبارة "اللهم آمين" ، وأنا مازلت قائما في الصلاة  ...
لا نناقش الأسباب ، قد يكون هناك سبب لا نعلمه ، قد يكون ذلك الرجل ظلم تلك المرأة في مرحلة أو حصلت  خلافات عميقة  خلال المشوار الزوجي. وهذا شيء طبيعي ويحصل في الحياة الزوجية في كل مكان وزمان...
لكن الجوهر هو  المهم ، كيف لشخص  أن يطرد من بيته أخر ملجأ  له يحس فيه بالأمان و الراحة. بيت يكون بناه بعرقه وأحلامه وأنجب أولادا كان يظن أنهم احتياطه الاستراتيجي الذي يلتجأ إليه عند ينفذ مخزونه السني و الصحي...
هذه الحالة ليست نادرة أو استثنائية ، شخصيا اعرف حالات كثيرة من هذا النوع تفشت في مجتمعنا القائم على مبادئ من المفروض محصن من هكذا حالات ...
أعرف رجالا كانوا أسودا عندما كانوا في كامل قواهم البدنية و الصحية قبل أن يعصف بهم ضر السن والمرض ، وجدوا أنفسهم مطرودين من أمثال هذه الزوجة، يعيشون في "عشش" لا تصلح للبهائم و هجروا (الضمة على الحرف الأول) ،  من "فلذات أكباد"  أو هكذا كانوا يظنون... 
من أمثال تلك المرأة اللواتي يلجان    لهذا الأسلوب  "السادي" و يكشرن  عن أنيابهن  السامة  و ينتقمن  من شركاء  حياتهن  ويطردونهم    إلى الشارع كأنهم  "أكيس زبالة" ، أصنافهن "الخساسة  و "النذالة"  و " نقص في الأصالة". والعكس أيضا صحيح ...
والأولاد الذين يرضون و يشاركون في طرد أبائهم أو أمهاتهم  من المنزل ، أصل هؤلاء الأولاد لا يحتاج إلى أربعة شهود للتأكد من أن نطفة وجودهم "غير نظيفة"...  "اللهم أغفر لي و لوالدي و أرحمهما كما ربياني صغيرا" . اللهم آمين.








بلقسام حمدان العربي الإدريسي
21.12.2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق