Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

25 يونيو 2013

ربيع بطبعة برازيلية...


"مجموعة أهم الأحداث" :   الربيع الغير موسمي الذي يضرب البقاع الأرض الأربعة طبعته الأصلية عربية قبل أن يستنسخ منه نسخ ، منها نسخة ايطاليا ، فرنسية ، يونانية ، تركية ... وعلى الشعوب العربية المطالبة من هؤلاء حقوق "الاختراع" ، كما تنص عليه قوانين الملكية الفكرية و الاختراعية (من الاختراع)...
آخر نسخة هي برازيلية، عندما انتفض الشعب البرازيلي على حكامه الذين يبدو أنهم  يعيشون في واقع غير الواقع الذي يعيش فيه شعبهم .
حكام يلهثون وراء تنظيم مسابقات رياضية عالمية  تستلزم موارد مالية و لوجيستية ضخمة بينما طبقات واسعة من البرازيليين مكدسين تكديسا في خطوط ما وراء الفقر و الحرمان.
هؤلاء المسؤولين الذين يجدون بسهولة تلك الموارد الضخمة لتنظيم تلك التظاهرات وما يحيط بها من بذخ من أجل "البرستيج" ، تراهم عاجزين على إيجاد قليلا من تلك الموارد لتحسين معيشة مواطنيهم من خدمات عامة أو توفير لهم  خدمات صحية توفر عنهم عبء الأمراض وسطوة قطاع الخاص...
ولا يتفطن هؤلاء المسؤولين إلا عندما يثور الناس وتبدأ أعمال الشغب ويسقط ضحايا وتخرب ممتلكات عامة و خاصة ربما تكاليفها تغطي جزء كبير مما كان يطالب به هؤلاء الناس قبل لجوئهم إلى الشوارع.
حكام البرازيل ربما كانوا يظنون أن حب وعشق  البرازيليين للرياضة و بالخصوص لعبة كرة القدم ينسيهم إلى الأبد النظر إلى حالهم المعيشي و الاجتماعي .
وربما أيضا هؤلاء الحكام أرادوا تطبيق مقولة أحد المستشارين لأحد الملوك ، في مكان و زمان ما  ، عندما استشاره ذلك الملك في كيفية التعامل مع انتفاضة شعبية بسبب أوضاعهم الاجتماعية المزرية ، فقال له ذلك المستشار "مولاي ، القي عليهم خطابا هاما ...".
قد تكون أعطيت نفس الاستشارة  لحكام البرازيل لكي يتم تنظيم بطولات كأس العالم قد تنسي الناس همومهم و مشاكلهم لمدة أربعة سنوات  قابلة للتمديد...    
إن ما يحصل في البرازيل هي عينة مما هو حاصل في أغلبية بلدان العالم التي مرت عليها رياح الربيع العربي أو هي في انتظار هبوبه. دول تنفق بسخاء في الكماليات وما فوق الكماليات وتحرم شعوبها من أبسط الحقوق وعلى رأسها الرعاية الصحية وفرصة عمل وسكن لائق تشعره بأنه حقا مواطن ينتمي للبلد الموجود فيه...
إن ما يشهده العالم وآخره ما يحصل في البرازيل دلالة واضحة أن الشعوب نضجت بما فيه الكفاية وعصر الخطابات النارية والتصفيقات الحارة ومواسم الاحتفالية و الرياضية ولت  بدون رجعة.
 وعلى الحكام عدم الاعتماد من الآن فصاعدا على فصاحة الألسنة وكثرة الأرقام  والمناصب لم تعد مغنما وإنما مسؤولية نهايتها إما التقاعد بهدوء أو المحاسبة وما يليها من  بهدلة "اللومان" ، كما هو حاصل لحكام جمهورية مصر المطاح بهم والآخرين... وعلى كل من يفكر في المسؤولية عليه الاحتماء مبكرا من رياح ربيعية قد تتحول فجأة  إلى رياح صيفية وطوفان موسمي جارف... 




حمدان العربي الإدريسي 
25.06.2013
   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق