"مجموعة أهم الأحداث" : مواضيع سابقة تم التطرق فيها لواقع حال منتديات
عربية التي هي صورة و عينة ولو تقريبية للعلاقة الموجودة بين ثقافة كقناعة و
ممارسة أو كشعارات مرفوعة شأنها شان واجهات محلات تجارية تراها براقة من الخارج
والظلام يسودها في الداخل...
لأن المنتديات هي مساحات و فضاء حواري ثقافي ...لا ينتسب
إليها إلا من كان له نصيبا من التعليم
ليستطيع المطالعة و نصيبا آخر من الثقافة لكي يستطيع إبداء رأي ومناقشة مع
الآخرين فكرة مطروحة للنقاش . ولا يمكن
تصور أميا لا يفك شفرة الحروف أو جاهلا تماما يفكر في الانتساب لمنتدى من
المنتديات...
لكن للأسف ، كما تم الإشارة في مواضيع سابقة ، المتتبع لشأن المنتديات العربية يلاحظ
أن البعض منها و من المؤسف كثيرة ،على الأقل حسب نظرتي وتقديري، هي أقرب إلى مراكز "تكوين مهني" إن لم نقل "مراكز إعادة التأهيل " أو أوصاف أخرى تكون غير لائقة ذكرها... منها إلى منتديات حوارات و نقاش بين مثقفين وأصحاب الرأي و الفكر.
عندما تصادفك أفكار و مشاهد من ورائها
القائمين على تلك المنتديات أنفسهم أو من أعضاء
المفروض أنهم من الطبقة المثقفة و إن اختلفت درجة ثقافتهم ، فيصيبك الإحباط والشعور بالندم للانتساب لمثل هكذا
منتديات يكون فيها اللغو
"السوقي" والكلام الجارح والعبارات الخارجة عن الذوق العام والاحترام هي مفردات التخاطب...
تجاربي الغير قصيرة مع مثل هكذا منتديات أكدت
لي قناعة أن هذه المنتديات هي اقرب إلى
أوصاف وتسميات أخرى منها إلى منتديات
حوار يشرف عليها مثقفون و يرتادها مثقفون
باختلاف درجاتهم العلمية و الثقافية ...وآخر تجربة لي مع هكذا منتديات (سآتي عليها فيما بعد) أكدت ورسخت لدي هذه القناعة ...
الكثير من هؤلاء المشرفون والمشرفون عليهم ،
ومن ورائهم المنتسبون لهذه المنتديات ،
ينسون في كثير من أحيان
أنفسهم أنهم في منتديات حوار ونقاش وليست مجالس جزر و تأديب وتوبيخ ،
تماما مثل ما يحصل في مراكز إعادة التأهيل أو أقل منها ...
حتى إني اكتشفت في بعض تلك المنتديات ظاهرة جديدة ، كنت
أجهلها من قبل ، ألا و هي مجلس يسمى "مجلس المشرفين" ، على وزن
"مجالس التأديب" المعمول بها عادة في المؤسسات التربوية أو غير ذلك .
والأخطر من كل ذلك ، ظاهرة يشجعها الكثير من القائمين
على مثل هكذا منتديات ومن الوزن المشار إليه ، ألا و هي نقل المواضيع و بالخصوص الفكرية ونشرها
في تلك المنتديات بأسماء غير أسماء أصحابها ، وهي تعتبر عملية قرصنة
و"لصوصية" ، بأتم المعنى الكلمة .
عملية يشجع عليها الكثير أصحاب تلك المنتديات والقائمون
عليها ، بهدف إعطاء الشهرة و الصبغة بأن منتدياتهم
غنية بمواضيع تجذب لهم القراء و الأعضاء...
ودلالة أنهم يشجعون مثل هكذا أساليب ، عندما يتم الاتصال بهم و اطلاعهم على الأمر هناك من يتجاهل الأمر كليا
و لا يرد ولا يحذف تلك المواضيع "المنهوبة" نهبا من أصحابها
الأصليين ، ومنهم من يرد بأقبح من الفعل
ليقول لك "الوطن العربي ليس فيه حقوق
الملكية الفكرية"...
ولكي نختصر الموضوع وعدم تكرار ما قيل في مواضيع سابقة
في هذا الخصوص ، نعود لآخر تجربة مع مثل هكذا منتديات ، المشار إليها آنفا ...
عن طريق الصدفة و أنا أبحث عن ما هو جديد على شبكة
الانترنت ، اكتشفت منتدى لم أسمع عنه من قبل وعند تفحصه اكتشفت أن الكثير من
مواضعي وبالخصوص الفكرية منشورة فيه بأسماء أخرى أعضاء في المنتدى.
وبعد عدة محاولات ، بدون جدوى ، التي تم تجاهلها من طرف
إدارة المنتدى ، أجبرت على الانتساب مؤقتا لهذا المنتدى من أجل فضح تلك الأساليب
من داخله ، مما لم يروق لكثير من القائمين عليه وتقبلوه على ممض...
لكن ذلك الانتساب المؤقت طال بعض الشيء بعد أن اكتشفت
وجود أعضاء أصحاب أقلام و الرأي يشرف الإنسان التبادل معها الرأي و الأفكار...وكنت
أنشر من وقت لآخر بعض من مواضعي لإثراء النقاش مع هكذا أعضاء بهكذا الدرجة من
الفكر والسلوك...
لكن فوجئت يوما بعد أن نشرت موضوعا أنه تم حظر دخولي للمنتدى بدون إبداء أي سبب ،
هذا الأمر لم أكترث له كثيرا لأني أصلا غير متحمس للبقاء في مثل هكذا منتدى لولا وجود مثل أعضاء
المذكورين والذين بسببهم طال بقائي فيه أكثر مما كنت أريد...
لكن الذي استفزني بقوة استعمال عبارة "عضو مطرود" ، وهي عبارة غير معروف سببها ، على
الأقل بالنسبة إلي ، وهي عبارة خالية من
أي ذوق سلوكي-أخلاقي ، تم إلغاءها حتى من "قاموس اللغو" والألفاظ
"السوقية" ...
لقد حاولت الاتصال بهؤلاء ، بدون جدوى ، لمعرفة السبب
كنت أظنه في البداية سهوا أو سوء فهم . وطلبت توضيحا: أهو سببه مقال فكري ( وهذا هو الأرجح لأن ليس
هناك سبب آخر ) وفي هذه الحالة تلك العبارة تنم عن إفلاس فكري للذي فكر فيها
ووضعها .
لأن مقال فكري
يقابله نقد فكري وليس اللجوء إلى العبارات الجارحة والمشينة مكانها الأسواق و أماكن
أهبط من الأسواق ( أكرمكم الله ) . وليس في منتديات يرتادها ويشرف عليها أناس
مثقفون ، أو هكذا يزعمون...
حمدان العربي الإدريسي
08.05.2013
مواضيع في نفس السياق :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق