Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

2 مايو 2013

نعم ، إيران القوة الإقليمية القادمة بمخالب نووية...

إيران ، بالنظرة الواقعية و المجردة الخالية من أي حسابات أخرى غير مواجهة حقيقة ساطعة لا يمكن لأي مراقب نكرانها أو قول عكس ذلك ، بأنها (أي إيران) هي في طريق استكمال المراحل لتدخل النادي الأقوياء ...
وهذا النادي معروف بأن عضويته مرهون بنوعية عضلات العضو ومخالبه و لا يقبل إلا إذا كانت تلك العضلات و المخالب نووية. حتى الولايات المتحدة الأمريكية كل الدلائل و تصرفاتها تدل أنها توصلت لهذه القناعة منذ وقت ليس بقريب …
وحتى تلك الأوصاف التي كنا نسمعها كثيرا ، التي كانت تطلق على إيران ، مثل محور الشر ...إلى غير ذلك ، اختفت أو على الأقل لم تصبح متداولة كثيرا أو بتلك القوة و الحماسة السابقة ...
صحيح إيران تقول و تكرر وتؤكد أنها تريد فقط الحصول على هذه التقنية لمشاريع مدنية وسلمية لتطوير نهضتها الاقتصادية والزراعية والطبية...
لكن ، صحيح أيضا أنه لا يوجد فرق أصلا بين تقنية نووية مدنية وأخرى عسكرية، ومن يتوصل إلى فك شفرتها يستطيع فعل بها فيما بعد ما يشاء…
تماما مثل الطب ، ليس هناك أمراض عسكرية تتطلب طب عسكري وأخرى مدنية تتطلب طب مدني ، الأمراض كلها أمراض واحدة والطبيب العسكري يمكن له علاج مريض مدني و العكس أيضا صحيح وبنفس الأجهزة و الأدوية ...
وإيران تدرك و تعرف أن سلامة وجودها في تملكها السلاح النووي ، في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء وهي ترى مصير جارها العراق وما حل به من "بهدلة القرن" رغم قبوله كل الشروط المهينة وصراخه المستمر بأنه لا يملك شيئا...
عكس حليفتها ورفيقتها في قائمة محور الشر "كوريا الشمالية" ، لا أحد تجرأ على الاقتراب منها وهي تصيح جهرا وبأعلى صوتها بأنها تسعى و تملك فعليا أسلحة الدمار الشامل بل و تهدد به أمريكا نفسها و حلفائها بأن تجعلهم جزرا ملتهبة ...
وتكون الولايات المتحدة الأمريكية توصلت أيضا إلى قناعة باستحالة تدجين إيران وجعلها تتخلى عن هدفها لاستكمال مشروعها النووي...
وكل الخيارات التي كانت تلوح بها أمريكا و ربيبتها إسرائيل ، من ضربات عسكرية ...إلى غير ذلك ، كانت مجرد محاولات تخويف وضغط نفسي أكثر منه تهديد جاد قابل للتنفيذ...
لأن أمريكا تعرف و تدرك ، وتكون نصحت إسرائيل بذلك ، بأنها لو استعملت كل أساطيلها الجوية وصواريخها الموجودة فوق الماء و تحت الماء لا يمكن أن تلحق الأذى مائة في المائة ببرنامج نووي المخفي منه أكبر وأضخم مما هو مكشوف …
والحل العملي الوحيد للقضاء على هذا البرنامج هو الغزو البري . وهذا الحل لم ولن تريد أمريكا حتى مجرد التفكير فيه وسيناريو العراق مازال لم تتخلص من كوابيسه . رغم أن لا يوجد أوجه تشابه بين عراق الضعيف الذي أنهك وتم خنقه اقتصاديا و عسكريا قبل الانقضاض عليه...
والجمهورية الإسلامية الإيرانية المتعافية من كل ذلك ولو نسبيا ، بالإضافة إلى مساحتها التي لا يمكن غزوها واستباحتها حتى ولو تحالفت كل جيوش العالم…
وهي الغلطة الإستراتيجية القاتلة الأولى التي ارتكبها صدام حسين عندما كان يظن أن بإمكانه غزو و احتلال بلد مثل إيران وكان السبب الأول فيما يعانيه العراق اليوم . ليضاف له السبب الثاني عملية احتلال الكويت ، الغلطتين ثمنهما بلد مدمر و مصير مجهول...
وأكثر ما استطاعت القيام به الولايات المتحدة الأمريكية في مواجهة الطموحات الإيرانية هو الحصار الاقتصادي و المالي ، هذا إذا كان مطبق فعلا على أرض الواقع ، حتى ولو كان فعلا حصار جاد فانه يبدو غير مؤثر على إيران من مواصلة بتصميم أكثر نحو هدفها المرسوم بأن تصبح قوة إقليمية بمخالب نووية …
وقد تكون أيضا ، أي الولايات المتحدة ، استغلت و استفادت من البرنامج النووي الإيراني و جعله كورقة ضغط وابتزاز لتخويف به دول المنطقة للحفاظ على امتيازاتها الضخمة الحاصلة عليها من تلك الدول …
تماما كما كانت تفعل في السابق بأسلحة نظام صدام حسين "التدميرية" وجعلها مصدر خوف وتخويف لتلك الدول لتبقيهم تحت مظلتها الواقية...
أو كما قال مؤخرا أحد الخبراء الاستراتجيين العرب في تحليل له على أحد القنوات الفضائية بأن الولايات المتحدة مستفيدة كثيرا بهذا البرنامج النووي الإيراني لتبقي على نفوذها و هيمنتها على دول المنطقة...
بحجة حمايتهم من الخطر المحدق بهم من الطموحات الإيرانية . رغم أن الحالتين ليس لهما أوجه تشابه بين قوة صدام حسين الافتراضية و قوة إيران الحقيقية...
والولايات المتحدة لا تهمها كثيرا الصداقات كما تهمها مصالحها والحفاظ عليها حتى ولو كان ذلك التحالف مع دولة تعتبرها و تصنفها في قائمة دول محور الشر...
وخير دليل على ذلك تسليمها العراق على طبق من ذهب رغم كل تلك الخسائر المالية و البشرية التي تحملتها في عملية غزوه لتستفيد إيران من كل ذلك بدون أن تطلق طلقة واحدة . الشيء لم تكون تحلم به حتى في أمانيها، وأصبحت (أي إيران) تتحكم في جميع مفاصل الدولة العراقية حتى في تعيين حكامها...
وهذا بشهادة ، إياد علاوي ، نفسه عندما صرح بأن إيران هي من وقفت في وجه و رفضت رفضا قاطعا توليه منصب رئاسة الوزراء العراقية رغم فوزه في الانتخابات ...
ومن أجل حل وسط اقترح ، كما يقول ، أن يتولى شخص آخر من القائمة العراقية رئاسة الوزراء بدل منه، فجاء الرفض قطعي من طهران بأن لا أحد يتولى هذا المنصب إلا من تختاره هي بنفسها. بمعنى ، العراق أصبح بالنسبة لها مقاطعة من مقاطعات الجمهورية الإسلامية الإيرانية و هي من تعين حاكم تلك المقاطعة وتعزله...
وخلاصة القول ، كل الدلائل تشير و تؤكد أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي دولة التي تستفيد من أي متغير سيحصل مستقبلا في المنطقة ...
خاصة إذا اضطرت الولايات المتحدة لسبب أو للآخر على مغادرة المنطقة لتحل محلها القوة النووية الصاعدة . حينئذ لا يجرؤ أحد على تسمية الخليج بتسمية أخرى إلا "بالخليج الفارسي"... 








بلقسام حمدان العربي الإدريسي
02.05.2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق