Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

14 أبريل 2013

التجار وأنضم اليهم الأطباء...


"مجموعة أهم الأحداث" : في موضوع سابق شرحت فيه هواجسي ومخاوفي كلما فكرت في زيارة طبيب حتى ولو لأمر  بسيط  لا يستحق كل ذلك. لدرجة اني أصبحت لا أخشى المرض قدر خوفي من الأطباء ...
وكلما أمرض يصيبني الخوف و الرعشة من مستشفيات على أبوابها ملائكة العذاب في العباد تنتظر. قلوبها لا تشبه بياض لباسها ، مكانها أبواب السعير قد تكون أصلح وأفيد ، عذبات المرض منها أخف واهون و أقول يا نفس اصبري فالمرض أرحم و اهون...
وأنا على يقين  أن هذا   الاحساس  عام يتقاسمه جميع أو أغلب  الناس بالخصوص في العالم العربي.
 بسبب  أن جسم الإنسان العربي  أصبح لا فرق بينه و بين أي مادة أو سلعة تجارية  معروضة  على "أرصفة الأسواق" تتلاعب بها أيادي تجارا بمرتبة أطباء  انتهت عندهم صلاحية كل القيم وأخلاقيات هذه المهنة ذات المئزر  الأبيض  وأصبح هؤلاء لا يفرقون  بين الانسان وبين سلع تجارية تباع وتشترى.
المصيبة تكون  أقل وطأة  عندما يقوم بهكذا أفعال تاجر لأن التجارة مفتوحة للجميع وكل من هب ودب يمكن له أن يصبح تاجرا ،  قد يكون جاهلا دخل التجارة لا يعرف قواعدها ولا أخلاقيتها ...  
لكن مهنة الطب لا يمكن أن يحدث فيها  ذلك ولا يمكن لأي من كان أن يصبح طبيبا.  ومئزر  الطبيب ناصع  البياض يمكن ملاحظة عليه أي بقعة وسخ مهما كان حجمها صغيرا  من شدة  ذلك البياض  ، عكس مئزر  التاجر "هذا اذا كان  يرتدي مئزر  نظيفا أصلا"....
وتعززت عندي هذه القناعة وأنا أطالع في خبر منشور حديثا على احدى الوسائل الاعلام  العربية المكتوبة  لواقعة حدثت في بلد عربي لبروفيسور في احدى المستشفيات العمومية  يقوم بتواطؤ مع مدير ذلك المستشفى في عقد صفقات شراء أدوية منتهي الصلاحية والمستشفى ليس في حاجة لها ، خدمة لمخبر صيدلاني لتخلص من هذه الأدوية وتجربتها على المرضى بدل التخلص منها في أفران الحرق.
بالطبع ليس ذلك سهوا أو لوجه الله وانما مقابل عمولات و امتيازات وسفريات للراحة و الاستجمام رفقة عائلاتهم الى جزر ماوراء البحار ووسط المحيطات ... وقد تكون قضية البروفيسور المنشورة ما هي الا شجرة تخفي غابة كاملة من المعاملات التي تصنف قي خانة "الفساد المتعفن".  
جل تلك الأدوية غير مرخصة لها في بلدانها الأصلية ، كما يضيف المصدر المطلع على القضية  . وللاشارة في تلك البلدان التجارب على الأدوية وقبل التصريح والتسويق  تجرى على الفئران .  مما يفهم أن قيمة المواطن العربي أصبحت لا قيمة لها و  لا فرق بينه و بين "فئران التجارب " ...
وعلى ذمة  المصدر، يحدث هذا بدراية تامة من قبل المصالح المؤتمنة على صحة الناس وأن هؤلاء أصبحوا من القوة والنفوذ يمارسون أعمالهم جهرا ونهارا وفي  منأى عن أي محاسبة أو ردع .
وما نقلته تلك الصحيفة ليس سرا أو استثناء وانما هي أخبار معروفة ومتداولة بين الناس همسا وجهرا. لكن الجديد أن تصبح تلك الأخبار مؤكدة ولها مصادر مؤكدة.
وليس سرا أن المستشفيات والمشافي العمومية أصبحت عبارة عن اماكن "ترانزيت" ( Transit) للمرضى اتجاه العيادات والمختبرات الخاصة التي انتشرت كالنار في الهشيم ...
حتى اني قرأت ذات المرة في احدى وسائل اعلام عربية أن مرضى  يتم تحويلهم للمشافي الخاصة بشتى الحجج،   مقابل عمولات في عملية سمسرة .
حتى لو كان الشخص  على سرير المرض في حالة لايمكنه المشي على قدميه  يطلب منه اجراء فحوصات وأشعة في الخارج بحجة أن تلك الأجهزة معطلة أو اعطاء له  موعدا بعيدا وحالته تستدعي الاستعجال ليضطر ذلك المريض البحث عن عيادة خاصة فيعطى له العنوان ...  
وليس سرا أن كثير من الأطباء هدفهم ليس العلاج وانما اغراق المرضى الذين يلجأون اليهم في أمراض أخرى أغلبها وهمية ووصف لهم تحاليل وأشعة باهظة الثمن ليسوا في حاجة اليها أصلا ،  فقط لتشغيل تلك الأجهزة وتحصيل منها أموالا  ولو على حساب مرضى منهم من يلجأ لاستدان من أجل تجميع المبلغ المطلوب...
شخصيا لا ارى فرقا واضحا بين مجرم يقتل ضحيته ذبحا ، سما أو رميا بالرصاص ... وبين تاجر يبيع مواد استهلاكية مغشوشة و منتهية الصلاحية أو غير قابلة للاستهلاك التي تصيب المستهلك بأمراض منها سرطانية ...
 أو تاجر يستثمر في الميدان الفلاحي وطمعا في الربح الوفير والسريع يقوم بسقي تلك المحصولات بمياه الصرف الصحي والتي هي الأخرى مصدر كل الأمراض السرطانية التي تفتك بجسم الانسان...
أو أطباء يمرورن لمرضاهم أدوية فاسدة ومنتهية الصلاحية ولم يتم تجربتها حتى على الفئران مقابل مزايا مادية ... أو أجهزة رقابية تغض الطرف عن ذلك رغم أنها  مكلفة بحماية المستهلك والسهر على صحته و عافيته ...
في رأي الشخصي أن القاتل بالسم أو بالذبح او بالرصاص هو أرحم من الاخرين ، لأنه يجهز على ضحاياه بسرعة و لا يتركهم يتالمون ويتعذبون لسنوات من أمراض سرطانية فتاكة تعذبهم لسنوات قبل أن تقضي عليهم...
وفي رأي الشخصي أيضا ، ربما رأي يتقاسمه معي الكثير في الوطن العربي ، هو لماذا يتم الاحتفاظ بمصالح صحية و تجارية رغم الميزانيات الضخمة التي تبتلعها تلك المصالح سنويا .
 وعندما توجه سؤال  لتلك المصالح يأتيك الجواب أن المرحلة هي مرحلة "اقتصاد السوق"  و"الانفتاح الاقتصادي" ، قاعدته  "اتركه يعمل أتركه يمر " ، التي تحولت الى "أتركه ينهب أتركه يمر"...
وبالتالي  خوصصة تلك المصالح ، لا وجود لها على أرض الميدان ،  قد يوفر للدول العربية مبالغ ضخمة التي  تذهب كمرتبات ومزايا مختلفة شهريا  لجيوش من موظفين وعاملين...وترك اقتصاد السوق "يمشي على هواه"...




حمدان العربي الإدريسي
14.04.2013

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق