أحسست بضيق نفسي واشمئزاز ونزيف عصبي داخلي وأنا أطالع في إعلانات منشورة على أبواب المساجد و غير مساجد عشية عيد الفطر المبارك ، تدعو الناس إلى حملة نظافة بمناسبة قدوم العيد وتنظيف محيط منازلهم...
أعياد وأعراس مناسبتين للنظافة ، قلت الأعراس أيضا لأني كلما مررت على بيتا يقوم صاحبه بتنظيف وتبييض محيط منزله أعرف يقينا أن هناك عرسا سيقام للتو ...
لأطرح في كل مرة بين قوسين سؤالا محيرا: منذ متى كانت الأعياد والأعراس مناسبة لتنظيف محيطنا "و ربما حتى أنفسنا". والكل يعرف درجة الارتباط العضوي بين الإنسان و النظافة وبالخصوص إذا كان هذا الإنسان مسلما...
ولا يمكن تصور مسلم "غير نظيف" أو مسلم "كذاب" . الشق الأول وسخ الظاهري والشق الثاني "وسخ باطني". وللأسف ، كما تم تناوله في مواضيع سابقة ، خاصتين أصبحتا تميزان الإنسان المسلم (على الأقل ، مدى علمي و منظوري). أصبح هذا الإنسان المسلم آخر اهتماماته الوفاء بالوعد و النظافة ...
خصوصا محيطه الذي يعيش فيه ومن خلاله يأتيه هواء تنفسه . ويتخلص من نفايته بأي طريقة كانت حتى رميها من نوافذ و شرفات منزله أو من سيارته للشارع ...
خصوصا محيطه الذي يعيش فيه ومن خلاله يأتيه هواء تنفسه . ويتخلص من نفايته بأي طريقة كانت حتى رميها من نوافذ و شرفات منزله أو من سيارته للشارع ...
وإذا كانت من أدبيات المسلم أن لا يأكل في الشارع أصبح هذا الإنسان المسلم لا يجد حرجا في فعل ذلك و رمي فضلات مأكولاته هنا وهناك وفي كل زوايا الشارع و الساحات العامة. من كل أنواع المأكولات و الفواكه حتى لو كانت تلك الفواكه "الموز" ...
والكل يعرف معنى رمي "قشور الموز" و غير الموز على الأرصفة والطرقات و ما يمكن تسببه من الأضرار للمشاة وبالخصوص إذا كان هؤلاء شيوخ ونساء حاملات، وغير ذلك...
والمؤسف أكثر ، حتى المرأة المسلمة (رمز الحياء والمحافظة على القيم ) من مختلف السن انخرطن في هذه العادات القبيحة الذميمة و أصبحن لا يجدن حرجا هن أيضا في تناول خارج منازلهن وفي الطرقات ورمي فضلاتهن بأي طريقة و في أي مكان...
حتى أصبح هذا المواطن العربي المسلم (من ذكر و أنثى) رمزا لاستهزاء في مدن بلدان ما وراء البحار أين وهب الله الإسلام لغير المسلمين.
قلت ، أصبح هذا المواطن ينظر إليه "همزا وغمزا" و هو حامل معه تلك العادات القبيحة عند قوم عندهم النظافة و بالخصوص المحيط خطا أحمر لا يمكن تجاوزه...
وقد ذكرت في موضوع سابق ، قصة مواطن عربي سافر إلى إحدى البلدان الأوروبية و في الشارع رمي علبة سجائره الفارغة، وإذ بطفل صغيرا في السن لاحظ ذالك فهرول مسرعا ، إلى تلك العلبة واضعا إياها في صندوق مخصص لذلك بدون حتى النظر لذلك الرجل ...
أحس ذلك الشخص بحجم الاهانة التي تلقاها من ذلك الصبي واعتبره درسا قاتلا لا يمكن نسيانه. (هذا كله بين قوسين وإذا أردنا فتحهما والغوص أكثر فلا يكفي لذلك أقلام حتى ولو كان مدادها مياه البحار)...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
20.08.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق