Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

7 فبراير 2012

"الموبقات نعم ... النقد لا"


من عجائب الأمور أن البعض ينزعجون آخر انزعاج إذا سمع احدهم نقدا مهما كان نوعه لتصرفات بعض من هؤلاء  الذين ينتسبون للإسلام نظريا و مبتعدين عنه كل البعد تطبيقيا…
وفي اعتقاد هؤلاء انتقادهم لبعض من تصرفاتهم يعتبرونه نقد  موجها  للدين الإسلامي مباشرة ،  حتى من يذهب ابعد من ذلك ويعتبرونه  تطاولا على هذا الدين الحنيف...
بمعنى،  لا يجوز نقد هؤلاء حتى لو كان انتسابهم للدين الإسلامي فيه غلوا أو نقائص  . رغم أن كل ذلك يعتبر شيئا طبيعيا  لأن الكمال لله وحده لا غير ، و العيب يكمن في عدم تقبل النقد و تقويم النقائص و العيوب إن وجدت ...  
وبهذه التصرفات  يُعاد و يُكرر ما قامت الكنيسة في القرون الغابرة عندما كان القائمون عليها (الكنيسة) يوهمون الناس بأن نقائصهم هو الكمال بعينه واستعبادهم للناس "فرائض دينية مقدسة " لا يجوز انتقادها أو التطاول عليها...
معتبرون أنفسهم وكلاء ولهم توكيل مطلق من السماء ويرسلون بتوصية منهم من يشاءون ويرضون عنهم إلى أعالي الفردوس والى أسفل الجحيم من ينال غضبهم و عدم رضاهم ...
 والنتيجة معروفة ، نفور الناس منهم وبالتالي من الدين الذين كانوا وكلاء عنه ومنه جاءت فكرة "فصل الدين عن الشؤون الدنيوية"... 
رغم أن عمليا لا يمكن فصل الدين عن الدنيا ، لأن الدنيا جسد و الدين روح وإذا انفصلت الروح عن الجسد لا يبقى للجسد وجود  ويتحلل إلى مواده الأولية بعد عملية الدفن...
وعندما نتكلم عن المساوئ فهناك بطبيعة الحال محاسن لكن تصبح تلك المحاسن "مغمومة" ومشوشة إذا كثر عليها ضباب المساوئ . وهذا ما يحدث بالضبط في الشارع الإسلامي ،على الأقل على حسب علمي ورؤيتي...
وأنا متأكد أنها ظاهرة واسعة الانتشار. وإذا أرادنا التجنب الوصول إلى ما وصل إليه الآخرين  من غير مسلمين علينا بالنقد الذاتي والمساءلة العلنية و نقيس بعدنا أو قربنا من تعاليم هذا الدين الحنيف وعدم جعل مساوئنا "طابوهات" ، وهذا إذا أرادنا اجتياز هذه الأوصاف الغير حميدة التي تلاحقنا عبر الأزمنة...
وليس الدين هو الواجهة وإنما المسلم هو الذي عليه أن يعكس الصور الحميدة لهذا الدين،  تماما كصورة جميلة إذا عرضتها من خلال مرآة "مخربشة" ( بمعنى مهشمة) تصبح ترى تلك الصورة الجميلة مشوهة بأعين من يشاهدها ... 
وقد يقول قائل "بعض الناس" ، كم هم هؤلاء الناس ؟ إذا كانوا بالعشرات أو بالمئات أو حتى بالآلاف ، هذا لا بأس لأنه رياضيا يعتبر رقما  مهملا  لا قيمة له .أما إذا كان هذا الرقم بالملايين هنا يجب دق ناقوس الخطر ...
كالمرض إذا مس شخص أو أشخاص فهو يبقى مرض أما إذا مس مجموعات كبيرة من الناس فيسمى "وباء" .  و إذا لم يشخص الأطباء الحالة بدقة فلا يستطيعون الوصول إلى مصدر ذلك الوباء وبالتالي لا يستطيعون التحكم في انتشاره... 
والمريض إذا لم يصارح الطبيب بعقد أمراضه النفسية و المرضية فلا يستطيع الطبيب المعالج تشخيص و بالتالي  توصيف له  العلاج المناسب ... 
وأكبر خطأ ، من وجهة نظري ، أن يحاول المرء جعل من نقائصه وعيوبه "طابوهات" ولا يحاول التطرق إليها لتقويمها ومحاولة إيجاد سبل معالجتها... 
وإذا كان أي شخص يرى أن تلك الموبقات والنقائص التي تحدث في الشارع الإسلامي غير موجودة في منطقته فهذه مفخرة و اعتزاز لكل مسلم أينما وجد وتصبح أمنية أن يعيش فيها أي مسلم لا يرضى بتلك الشوائب و النقائص التي ألصقت بالدين الإسلامي "ظلما و بهتانا" من طرف بعض هؤلاء المنتسبين  "زيفا وزروا" وربما "جهلا"...
 مما أعطى فرصة لهؤلاء المتربصين الحاملين المجاهر و أجهزة رصد حساسة لتنقيب و التشهير عن أي شائبة أو شاردة تكون لها علاقة من قريب أو من بعيد للدين الإسلامي لتكون حجة مضافة على صدق حكمهم على أن الدين الإسلامي لا يصلح أن يكون مرجعية في حكم البلدان و العباد ...








بلقسام حمدان العربي الإدريسي

07.02.2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق