أتذكر وأنا صغيرا أحاديث كانت تتداول بين الكبار عن قوم "الله يهديهم" . من خصائص قوم "الله يهديهم" لهم بعض الاختلاف الجسماني مع الإنس ، ربما كان المقصود "صنف من الجن" ...
المهم ، من خصائص قوم "الله يهديهم" ، على حسب ما كنت استمع إليه بدون أن أفهمه جيدا أن هؤلاء القوم "الله يهديهم" وراء كل أزمة خانقة في الأسواق ...
بمعنى، إذا كانت هناك ندرة و الطلب أكثر من العرض و الغلاء في الأسعار، الخ ... يعني أن قوم "الله يهديهم " يكونون في مرحلة شراء و تخزين كل ما هو موجود في الأسواق ...
والعكس صحيح ، إذا كان هناك رخاء و العرض أكثر من الطلب هؤلاء القوم "الله يهديهم" يكونون في مرحلة البيع ما كانوا يخزنون ...
من مميزات هذا القوم ، دائما على حسب ما كنت استمع إليه من هؤلاء الكبار ، يشترون كل شيء تقع عليه أيديهم بدون معرفة أو السؤال عن الثمن أو النوعية ...
حتى أن أحد التجار ، بائع أحذية ، يزعم أن امرأة جاءته حاملة كيس كبير وملأته بكل أصناف الأحذية وبدون أن تعرف مسبقا الثمن . مما أدهش ذلك البائع وخرج من دكانه ليرى في أي اتجاه تسلك تلك المرأة العجيبة لكنه لم يرى لها اثر بمجرد خروجها من الدكان...
لكن عندما كبرت فهمت أن كل الأحاديث عن "قوم الله يهديهم" هو تعبير مجازي .لأن هؤلاء القوم هم بشر موجودين في كل مكان وزمان وأصبحوا قاعدة و عكسهم الاستثناء...
الزائر الأسواق يرى بأم أعينه هؤلاء القوم "الله يهديهم" الطبعة البشرية وخاصة الصنف "النسوي" ، وهم يشترون كل ما تقع عليهم أياديهم بدون السؤال عن الثمن وعن النوعية كأنه طالب صدقة في يوم "مسغبة"...
وأصبحت كلما مررت على الأسواق أتذكر "قوم الله يهديهم" ، أمام كل محل طوابير من المتسوقين ، من بائع المواد الغذائية إلى بائع الألبسة إلى بائع الخضروات ، حتى الجزار له الحظ الأوفر من قوم "الله يهديهم" ربما هؤلاء قوم يفضلون كثيرا "الألوان الحمراء" ...
ولم ينجو من تلك الطوابير حتى محلات بيع الذهب ومشتقاته ، فأقول بيني و بين نفسي هل مازال قوم "الله يهديهم" يشترون و يخزنون ومتى سيبيعون ما يخزنون لتتنفس جيوب الناس ، ضحايا قوم "الله يهديهم"...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
26.11.2011
آمين. وأنت فى المقدمة حاملا للراية. هه ما رأيك مش دى أحسن.
ردحذف