الحق ، قد يجد نفسه في بعض أو كثير من الأحيان
واقعا تحت ابتزاز الباطل أو الظلم ، خاضعا له ولإرادته الخبيثة
. وللباطل طرق و أساليب كثيرة في إخضاع وإسقاط الحق في حباله وشباكه
النتنة...
والتراث يحكي قصصا في هذا المضمار ، منها (أي تلك
القصص ) ،أن الحق و الباطل ترافقا يوما وفي الطريق جاع الحق جوعا مبرحا ولم يكن
يملك مالا ليشتري ما يأكله ليسد صرخات و آلام بطنه...
تفطن الباطل لما يعانيه الحق من جوع فدعاه إلى
مطعم فخم ، على قياس خمسة نجوم أو أكثر في "جزر الفردوس" أو ما
شابها...
لب الحق دعوة الباطل لشدة ما كان يعانيه من الجوع ،
طالبا له مأكولات من مختلف الأصناف و
الأذواق وعندما شبع نادي الباطل على صاحب المطعم طالبا منه الصرف المتبقي .
تعجب صاحب المطعم قائلا له (للباطل) كيف أرد لك الصرف وأنت لم تدفع بعد الثمن...
فصاح فيه الباطل ، (ووجه الباطل دائما
"صحيح" كما يقال بالعامية ) ، قائلا له "لقد
أعطيت لك ورقة من فئة "كذا" درهم و عليك إرجاع لي ما تبقى منها ...
غضب صاحب المطعم وصاح بأعلى صوته "يا الحاضرين
هل هناك حق..."، وقبل أن يتمم عبارته
صاح الباطل "والله لو نطق الحق لدفع حقه" ...
فما كان على الحق إلا السكوت مطأطأ الرأس و هو شاهد
بنفسه على ما حصل ، لأنه لو قال الحق لما كان عليه إلا دفع ثمن ما أكله وهو
ليس معه فلسا...
بالقياس على هذه القصة ، عندما يغيب الحق فيجب البحث
عنه في المطاعم ربما يكن جائعا ، أو تحت الطاولات، ربما يكون بحاجة للمال ...
أو في غرف
السوداء واقع تحت الابتزاز ، لأن الباطل يعرف المناطق الحساسة للحق و هو دائما
يختارها بدقة، خاصة البطن و ما تحت البطن. ( أكرر، من التراث) ...
بلقسام
حمدان العربي الإدريسي
24.11.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق