Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

20 أغسطس 2011

ليلة القدر في انتظار التجار !

أكثر ما يشد الانتباه في الأيام العشرة الأخيرة من كل شهر رمضان الكريم أن أكثر فئة سؤالا وشوقا على ليلة القدر المباركة، هي فئة التجار...
تجدهم عاكفين في المساجد محتلين الصفوف الأولى مكثرين من السؤال عنها حتى الإزعاج ، متى و كيف وربما يريدون معرفة حتى المكان المفضل التي ستظهر فيه طامعين قبل غيرهم في الإسراع إلى ذلك المكان للنيل قبل الآخرين بركاتها...
وإذا كان متوسط العمر الإنسان لا يتجاوز السبعين في أغلب الأحيان ، على المرء تخيل أكثر من 83 سنة يجنيها الإنسان من هذه الليلة المباركة . ومن تمكن منها يعني أنه نجا وبالمفهوم العامي "خرج سالم"…
ذلك لن يحصل مجانا أو بمجرد دعاء والتمني لكن بالاستقامة والعبادة و عدم إيذاء الآخرين معنويا و ماديا وعدم التسبب في نشر البلاء و المنكرات …
ولا أظن أن هناك أكثر بلاء من نشر الفقر والجوع والحرمان و ضرب الأرزاق هو أكثر حدة من ضربات السيوف التي تقطع الأعناق ...
مشاهد تزيد في كل مرة إلحاحا لسؤال ، ألا هناك إسلام واحد أو لكل واحد إسلامه الخاص يتصرف فيه كما يشاء...
إسلام من أسسه الأساسية : الإيمان بالله وحده لا شريك له وعدم إيذاء الناس وأكل أموالهم بالباطل ، بمفهوم "ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء "...
بعض التجار ( للأسف أصبحوا الأغلبية) استغنوا عن هذه القاعدة بقاعدة "جيوب الناس" وخاصة في شهر رمضان "غزوات" وكل ما يوجد فيها "غنائم" حلال محللة لهم ...
شهر جعلوا أوله نارا ووسطه جحيما وآخره آلاما ولهيبا لجيوب الصائمين المنهوكة أصلا ومثقوبة من كثرة الشد والجذب من كل الجهات ...
تجار ، على الأقل أغلبيتهم ، لم تنفع معهم لا بلاغة الأئمة ولا همساتهم ولا حتى صرخاتهم وهم يذكرون في كل مرة هؤلاء التجار مع اقتراب شهر رمضان المبارك بفضائل هذا الشهر الكريم ، وأنه شهر تجارة أفعال وحسنات مع الخالق وليست تجارة مواد وأموال تنتزع نزعا من عذابات و آهات الصائمين...
شهر للتوبة والغفران وليس حرمان الناس من نعم الله وإرسال فئات جديدة إلى خطوط ما تحت الفقر . خطب و مواعظ هؤلاء الأئمة ، أغلبها أن لم نقل كلها ، تذهب في مهب الرياح ، بمعنى العامي ، "تدخل من الأذن اليمنى لتخرج من الأذن اليسرى"...
تجار حولوا الأسواق إلى مختبرات في كيفية الوصول بأقصر الطرق إلى جيوب الناس ، وليس هناك طرق أقرب من طريق الغش و الاحتكار و المضاربة والجشع و عدم الاكتفاء بهامش الربح الشرعي و القانوني ...
ولا يوجد أصدق مثل ينطبق على هؤلاء التجار من ذلك المثل الشعبي العامي ، الذي يجزم في معناه أن إذا "ربح فلانا سيربح خائن السوق". و"فلان" هو كل شقي في الحياة الدنيا…
و للتذكير ، خائن السوق ليس ذلك اللص البائس الذي يغتنم فرصة زحمة و فوضى الأسواق و محطات النقل ليدس يديه في الجيوب المتسوقين أو الراكبين، أو غير ذلك...
وإنما المثل يقصد الذين يتحكمون عن بعد في جيوب الآخرين بدون أن يدسوا أياديهم فيها و إنما الجيوب نفسها تندس في أيديهم كرها أو طواعية ...
ولا يعرف بعد كل ذلك أن كانت ليلة القدر المباركة ، كلها شوق و حنين لملاقاة "هؤلاء" الذين جعلوا حياة الصائمين "ضنكه" في هذا الشهر الكريم لتجزيهم عما ارتكبوه في حق عباد الله الصائمين ...







بلقسام حمدان العربي الإدريسي
06.09.2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق