"مجموعة أهم الأحداث" : النظرة على كل الدساتير والقوانين السابقة و المعمول بها في كل أنحاء العالم من مشارقه إلى مغاربه هي مكتوبة باسم الشعوب . وكل المراسيم التشريعية و التنفيذية تدمغ باسمه ومن أجله ...
وكل الثروات المنقولة و الغير منقولة والمخزنة في باطن الأرض وفوق الأرض "وحتى المنهوبة منها" في الداخل أو إلى الخارج هي مسجلة باسم هذا أو ذاك الشعب...
العجيب ، نشر الفقر و الجوع والأمراض تكون باسمه و برضاه أيضا . حتى الحروب ، آكلة الأخضر و اليابس وحارقة أكباد الشعوب ، هي باسمه وكل القرارات المصيرية تعنون و تختم ببصماته.
وبالمفهوم اللغوي و القانوني صاحب الشيء له الحق التصرف في شيئه كما يشاء يبيع ،يشتري ، يرهن ، يتنازل عنه....كما يريد و يشاء .
لكن أي شعب وفي أي بقعة من العالم إذا أراد "يفهم" وفتح فمه خارج أطباء الأسنان و الأنف و الحنجرة لقلع أسنانه أو فحص حنجرته بعد وعكة شتوية ، فان أسنانه ستقلع بمطرقات حديدية أو مناشير كهربائية تعمل بمحركات "الديزل" ولوزته ، سليمة أو مصابة ، تقلع من حنجرته الملتهبة "بالمناجل" تعمل بطاقة كهربائية عالية الضغط .هذا إذا كان محظوظا.
أما إذا كان أكثر حظا ، فانه سيرسل في رحلات "استجمامية" مدفوعة التكاليف ، أغلبها بدون تذكرة الإياب ، إلى منتجعات ذات التصنيف العالي و الراقي ويترك له الاختيار بين من هي موجودة ما وراء أو في قلب الشمس.
أما كان محبوبا أكثر فان هذه الرحلة "الاستجمامية" تكون في منتجعات "تازمامارت" الأرقى من الأولى ، أين العناية به تكون وفقا لمواصفات ومقاييس عالية الدقة و المهنية يستريح فيه زائريه والى الأبد من كل أوجاعهم و آهاتهم الدنيوية ...
وقد أعجبني ، في وقت سابق ، فيلما عربيا جسد تماما ما أرادت قوله ، عندما اكتشف مواطن أنه وفقا لمواد الدستور صاحب أملاك و ثروة وله حق في توكيل ، بيع و التصرف في "أملاكه" كما يشاء . لكن قبل أن يصحو من غفوة التفكير وجد نفسه في منتجع أرقى من منتجعات ""تازمامارت" ...
" يحيطون به أطباء أسنان و الأنف و الحنجرة متخرجين بأرقى التخصصات في كيفية قلع الأضراس من الأفواه و اللوزات من الحناجر بدون إلحاق أدنى وجع أو ألم بزائرهم المحظوظ ... شعوب ،ينطبق عليها المثل العربي العامي "جزار غذاءه بصلا"...
حمدان العربي الإدريسي
19.05.2011
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق