ملكا
في زمان و مكان ليس المهم . المهم أنه (أي الملك) ، كان يردد دائما وفي كل مناسبة بأنه لا يهدف إلى إفقار الأغنياء و إنما إغناء
الفقراء ، بدون أن يوضح كيفية تحقيق ذلك ولا يعرف أيضا إذا كان شيئا منه تحقق على ارض الواقع...
و
بدون توضيح أيضا كيف يمكن "رياضيا" تحويل "متراجحة"
متنافرة الأطراف إلى "معادلة"
متساوية الطرفين. لأن منطقيا عندما يصبح جميع الناس أغنياء إذن يصبح لا وجود
للطبقية، وهذا من سابع المستحيلات . ما دامت هناك طبقية فهناك فقرا
والعكس صحيح ...
الفقر
ليس قضاء وقدرا وليس بالفقر دخول
الجنة، كما يريد البعض إفهامه للغلابة. يعني يريدون إفهامهم "اصبروا
على فقركم ومثواكم الجنة".. .
أو
كما قال أحد زعماء العرب "لماذا لا ندخل (يعني الأمة) الجنة
وبطوننا شبعانة من نعم الله. يعني ما أراد قوله هذا الزعيم ، لماذا لا
نسعى ربح الدنيا و الآخرة في نفس الوقت .
وربما سنسمع إن من يريد الهروب من
فقره كمن ارتكب معصية ، لأنه حاول "التطاول" على القضاء و
القدر...
أو
كما أفتوا بعض "شيوخ الفتاوي" ، من يغرق في البحار (أو كما تسمى الهجرة الغير شرعية) ،
وهو يحاول الهروب من الجوع والفقر
في بلاده "ليس شهيدا " .
أو قد نسمع لاحقا أنه لا يدخل الجنة
أصلا...
رغم
أن الفقر صناعة بشرية نتاج التركيبة "الطاغيوية" ( من
طاغية) ، وأنانيتها (أي البشرية) الضاربة في أعماق وجدانها وحب التميز حتى
ولو على عذابات و آهات الآخرين ...
والفقر
نتاج خلل يرتكب عمدا من طرف الإنسان كعدم التوزيع العادل للثروات واحتكار المال
و فرص اغتناءه وإخفاء "شفرة"
الوصول إليه ...
ولا
يعرف كيف يمكن أن يصبح الفقير غنيا ويتساوى مع الغني وهو (أي الغني) كلما صعد
طابقا كسر السلم المؤدي إليه ، وكلما قطع بحارا أحرق السفن
من خلفه...
ولا
يعرف كيف يتساويان ( الغني و الفقير) بدون "فرملة" شهية
أغنياء تحكمهم قاعدة "هل من مزيد" و" أتركه يمر، أتركه
ينهب" .. .
لأن
مهما أعطى ذلك الملك من مال للفقراء يبقون فقراء . ويبقى الفقير و الغني
خطان متعاكسان لا يلتقيان إلا في المقبرة ورحلتهما البرزخية إلى يوم تصبح
تلك "المتراجحة" قابلة للحل ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
23.12.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق