أتذكر وأنا صغيرا استمعت إلى أحد الخطباء وهو يشرح للمستمعين قصة بلقيس ملكة
سبأ، والتي نقل القران الكريم رأيها في الملوك.. .
هؤلاء الملوك إذا دخلوا القرى يعيثون فيها فسادا ويجعلون من أعزاء أهلها أذلة
،إذ قالت (أي الملكة بلقيس) : "قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية
أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة" . قال الرب عزَّ وجلَّ: "وكذلك
يفعلون" .
يعني توكيد من الله ، رب الكون و العباد وخالق وعالم بالملوك السابقين
واللاحقين، أن ما قالته بلقيس في هؤلاء كلام صحيح...
ذلك الخطيب المشار إليه ، طليق و فصيح اللسان يبدو انه متمكن ومتحكم في
القواعد النحوية ويلفظ أواخر الكلمات بشكل نحوي صحيح و سليم ، بدل تسكينها و تركها
للمجهول ...
ويظهر أن الحاضرين كانوا أكثر إعجابا بتلك الفصاحة النحوية و البلاغية ولسان
الرجل أكثر من اهتمامهم بقصة بلقيس...
على ما أتذكر و فهمت من ذلك الخطيب أنه كان يريد إفهام هؤلاء الحاضرين أن رأي
بلقيس ملكة سبأ كان على ملوك زمانها وليس المقصود الملوك الآخرين...
يعني بالمفهوم المبسط لو كانت بلقيس حية تزرق في عصر الملوك الحاليين لغيرت رأيها فيهم في ولأستقبلتهم على أبواب
مملكتها بالطبول وإقامة لهم حفلات و"ترقص معهم بالسيوف" لعدة أيام و
ليالي ابتهاجا بهم وبقدومهم ...
تماما كانت سترقص مع "هولاكو الأول" على مشارف بغداد الذي جعل أعزاء
أهلها عبارة عن ألوان حمراء تجرفها مياه النهرين ...
أو كانت ستستقبل حفيده "هولاكو الابن " بالأحضان وترقص معه في ساحة
الفردوس ، الذي فعل بكبراء قوم ما لم يفعله سلفه "هولاكو الأول" ونحرهم في الأعياد بدل الأنعام...
أو كما يفعل ملوك آخرين بإرسال كبار وأعزاء القوم الذين "يرضون"
عنهم في رحلات "استجمامية" مدفوعة الآجر، أغلبها بدون تذكرة الرجوع ،
إلى ما وراء الشمس أو إذا كانوا أكثر حظا الاستجمام يكون في "تازمامالت
" وأفخم من "تازمامالت"...
أماكن ولو سمعت عنها بلقيس لتعطلت عنها لغة كلام ولن تتمكن من قول رأيها في
الملوك و بدل ذلك لانتحرت شنقا حتى الموت في إحدى ساحات مملكتها العامة ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
20.12.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق