قصة الغراب المشهورة ، الذي أراد يوما التنكر لمشيته ، تمنيا بالحمامة و مشيتها "المتبخترة" وأراد تقليدها في ذلك . و بعد عدة محاولات لم يستطيع تقليد تلك المشية...
والمصيبة عندما حاول العودة إلى مشيته الأصلية نسياها هي أيضا و بقى حائرا في أمره "لا هو قلد الحمامة ولا تذكر مشيته الأصلية"...
أتذكر دائما هذه القصة في كل مناقشة مع "أشباه متعلمين" ، رغم أني في الأصل أتجنب المناقشة معهم لكن في بعض الحالات أجبر (بضم الألف) على ذلك...
هؤلاء "أشباه المتعلمين" يحملون كل "التحجر" و الجمود الحاصل في العقول إلى اللغة العربية ، محملين إياها كل المصائب ويتهمونها بالعقر . تماما كالزوج الذي يتهم زوجته بالعقر رغم أن العيب فيه " عضويا و نفسيا"...
وأصبح أي من كان يتطاول على هذه اللغة ذات الكمال و الجمال تبهر القلوب قبل العيون . انتحرت من اجلها أقلام الشعراء و الأدباء وجف مدادهم وأوراقهم طلبا لودها . ويكفيها فخرا و شرفا أنها اختارها الله ، عز وجل ، اللغة التي يخاطب بها عباده ...
دائما في مناقشتي مع هؤلاء الذين تنطبق عليهم "قصة الغراب" اطرح عليهم نفس السؤال ، لأنني متقين أنه (أي سؤال) نقطة ضعفهم لا يستطيعون المجادلة فيه ...
السؤال : من الذي يطور الآخر ، العقل البشري أم اللغة هي من تطور هذا العقل ؟ فينسحبون في الحال من المجادلة و حالهم كحال "من على رؤوسهم الطير"...
اللغة ، هي وسيلة اتصال ، تماما مثل الإشارة للصم أو الطائرة ، دراجة ، سيارة،... أو الهاتف ، جهاز الحاسوب ، العقل البشري هو من يجعل تلك الوسائل فعالة وليس العكس...
المصيبة أن هذه التهمة الموجهة إلى اللغة العربية منتشرة حتى في بعض العائلات الأكثر تحفظا .تجدهم يحرصون على أولادهم في المواد اللغات الأجنبية و لا يهتمون بهم في لغة الأم ...
بل تجدهم ينزعجون آخر انزعاج عندما لا يحصلون أولادهم على علامات مميزة في تلك المواد ، وتراهم أكثر غبنا إذا ارتكب احد أبنائهم خطأ في تركيب جملة في لغة من تلك اللغات الغير عربية ، مهما كان بسيطا ومهملا ...
وبالعكس ، تجدهم منبسطين آخر انبساط وهم يشاهدون أبنائهم يحطمون نحويا الجمل العربية تحطيما : كنصب الفاعل، ورفع المجرور...
خلاصة القول ، أن العقل البشري هو وحده من يتحمل مسؤولية تطور من عدمه لأي لغة مثلها مثل أي وسيلة أخرى . وهو (أي العقل البشري) من يرتكب جريمة قتل اللغة وهي في أعز شبابها . أو يحييها وهي ميتة كاللغة العبرية ، التي أحيياها أهلها وردوا لها الاعتبار بعد أن شبعت موتا. وآخرين يريدون دفن لغتهم و هي حية تزرق...
لكن هذه اللغة ( العربية) ، جاءها رد الاعتبار من غير أهلها، عندما اعتبر مسؤول أجنبي سامي أن اللغة العربية أكثر أهمية من اللغة الفرنسية ، على سبيل المثال...
اللغة التي يتشبث بذيلها الكثيرين والواقعين في غرامها حتى الثمالة في الكثير من الأحيان أكثر من أهلها أنفسهم ، والتي لم تعد لغة مجدية أو لغة حديثة ، كما جاء على لسان ذلك المسؤول الغير عربي ، بمعنى شاهد من غير أهلها...
وهذا لا يعني أننا نفرط في تعليم أبنائنا أكبر عدد ممكن من اللغات ، حتى العبرية (على قاعدة من تعلم لغة قوما نجا من شرهم ) ...
لكن علينا أن لا نهين و لا نلقي اللوم على لغة الأم و اللسان جزافا وظلما ، والخوف كل الخوف أن يحصل لنا كما حصل لذلك "الغراب المسكين" ، إن لم يكون قد حصل فعلا...
والمصيبة عندما حاول العودة إلى مشيته الأصلية نسياها هي أيضا و بقى حائرا في أمره "لا هو قلد الحمامة ولا تذكر مشيته الأصلية"...
أتذكر دائما هذه القصة في كل مناقشة مع "أشباه متعلمين" ، رغم أني في الأصل أتجنب المناقشة معهم لكن في بعض الحالات أجبر (بضم الألف) على ذلك...
هؤلاء "أشباه المتعلمين" يحملون كل "التحجر" و الجمود الحاصل في العقول إلى اللغة العربية ، محملين إياها كل المصائب ويتهمونها بالعقر . تماما كالزوج الذي يتهم زوجته بالعقر رغم أن العيب فيه " عضويا و نفسيا"...
وأصبح أي من كان يتطاول على هذه اللغة ذات الكمال و الجمال تبهر القلوب قبل العيون . انتحرت من اجلها أقلام الشعراء و الأدباء وجف مدادهم وأوراقهم طلبا لودها . ويكفيها فخرا و شرفا أنها اختارها الله ، عز وجل ، اللغة التي يخاطب بها عباده ...
دائما في مناقشتي مع هؤلاء الذين تنطبق عليهم "قصة الغراب" اطرح عليهم نفس السؤال ، لأنني متقين أنه (أي سؤال) نقطة ضعفهم لا يستطيعون المجادلة فيه ...
السؤال : من الذي يطور الآخر ، العقل البشري أم اللغة هي من تطور هذا العقل ؟ فينسحبون في الحال من المجادلة و حالهم كحال "من على رؤوسهم الطير"...
اللغة ، هي وسيلة اتصال ، تماما مثل الإشارة للصم أو الطائرة ، دراجة ، سيارة،... أو الهاتف ، جهاز الحاسوب ، العقل البشري هو من يجعل تلك الوسائل فعالة وليس العكس...
المصيبة أن هذه التهمة الموجهة إلى اللغة العربية منتشرة حتى في بعض العائلات الأكثر تحفظا .تجدهم يحرصون على أولادهم في المواد اللغات الأجنبية و لا يهتمون بهم في لغة الأم ...
بل تجدهم ينزعجون آخر انزعاج عندما لا يحصلون أولادهم على علامات مميزة في تلك المواد ، وتراهم أكثر غبنا إذا ارتكب احد أبنائهم خطأ في تركيب جملة في لغة من تلك اللغات الغير عربية ، مهما كان بسيطا ومهملا ...
وبالعكس ، تجدهم منبسطين آخر انبساط وهم يشاهدون أبنائهم يحطمون نحويا الجمل العربية تحطيما : كنصب الفاعل، ورفع المجرور...
خلاصة القول ، أن العقل البشري هو وحده من يتحمل مسؤولية تطور من عدمه لأي لغة مثلها مثل أي وسيلة أخرى . وهو (أي العقل البشري) من يرتكب جريمة قتل اللغة وهي في أعز شبابها . أو يحييها وهي ميتة كاللغة العبرية ، التي أحيياها أهلها وردوا لها الاعتبار بعد أن شبعت موتا. وآخرين يريدون دفن لغتهم و هي حية تزرق...
لكن هذه اللغة ( العربية) ، جاءها رد الاعتبار من غير أهلها، عندما اعتبر مسؤول أجنبي سامي أن اللغة العربية أكثر أهمية من اللغة الفرنسية ، على سبيل المثال...
اللغة التي يتشبث بذيلها الكثيرين والواقعين في غرامها حتى الثمالة في الكثير من الأحيان أكثر من أهلها أنفسهم ، والتي لم تعد لغة مجدية أو لغة حديثة ، كما جاء على لسان ذلك المسؤول الغير عربي ، بمعنى شاهد من غير أهلها...
وهذا لا يعني أننا نفرط في تعليم أبنائنا أكبر عدد ممكن من اللغات ، حتى العبرية (على قاعدة من تعلم لغة قوما نجا من شرهم ) ...
لكن علينا أن لا نهين و لا نلقي اللوم على لغة الأم و اللسان جزافا وظلما ، والخوف كل الخوف أن يحصل لنا كما حصل لذلك "الغراب المسكين" ، إن لم يكون قد حصل فعلا...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
17.12.2010
17.12.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق