Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

16 ديسمبر 2010

" عام ويكيلكس"



"مجموعة أهم الأحداث" :   كما تم ذكره  ، في إحدى المواضيع السابقة ، دور التواريخ بأحداثها بدل أرقامها على ذاكرة الإنسان . وتبقى مرسومة تلك الأحداث   في الذاكرة كالنقش على الحجر.
وأعطيت على ذالك عدة أمثلة من بينها على سبيل التذكير  ، إذا ذكرك شخصا بتاريخ محاولة هدم مكة المكرمة ربما لا تجد وقعا في الذاكرة مثل القول "عام الفيل" ...أو مثلا  بتاريخ إعدام الرئيس العراقي صدام حسين لا تتجاوب الذاكرة مثل القول "عام نحرت فيه العباد بدل الأنعام " ، وهكذا...
عام 2010 ، وهو يشرف على المغادرة بدون رجعة سوف لا تتذكره الأجيال القادمة برقمه رباعي العدد ، لكن سيبقى يتداول بحدثه أو بزلزاله العنيف مسببا في"تسونامي" جرف معه كل مياه المحيطات و البحار و لم تنجو منه حتى مياه الوديان المسالمة .
لذالك هذا العام حاز بجدارة و استحقاق على اسم " عام ويكيلكس "  أو عام "اسانج"  . عام كشفت فيه "العورات" على المباشر ولم تنفع معها سمك أو نوع الألبسة إن كانت من طراز عربي عتيق  أو "افرنجي"  حديث .
الكل استطاع "سكانير" أو الأشعة الماسحة لجهاز " ويكيلكس"  من اختراق تلك "الألبسة" وتصوير ماذا تخبي من عورات .
كنت أتمنى لو أن  "اسانج"  وموقعه "الكاشف المستور" كان موجودا منذ زمن بعيد  ، من ليلة سقوط غرناطة إلى يوم سقوط بغداد ،  لنضبط  تواريخنا باسمه و نستغني عن تلك الأعداد العربية كانت  أو الإفرنجية سهلة النسيان  صعبة النطق ،خاصة بالنسبة لكبار السن الذين أصبحت ذاكرتهم لا تتجاوب مع الأرقام وتوابعها. 
لكني كنت سأشفق على أجدادي و حتى  أمي ، رحمهم  الله ، لو  كانوا مازالوا  على القيد  ، كيف يتسنى لهم النطق ب " ويكيلكس " أو " اسانج " ، وهم أصلا لا يستخدمون التواريخ الرقمية و لا يعترفون بها أصلا ، إنما  بحوادثها ...من عام الثلج إلى عام "المريكان" مرورا  بعام الشر ( المجاعة) ...وأنا متأكد أنهم كانوا سيستبدلون ذالك  بلفظ "عام الفضائح" .
لكني كنت أيضا سأجد صعوبة كبيرة في شرح لهم ، وخاصة أمي  وإقناعها  بأن  ما كشفت عنه تلك الوثائق شيء واقعي وحدث بالفعل...
 وكيف أن بعض من ولاة الأمور  ، على سبيل المثال لا الحصر ،  يحرضون  "المريكان" ( كما تنطقه أمي) على رعيتهم ويطلبون أن لا يترك لهم  "أثرا بعد عين" .   أعرف رد أمي المسبق ، وهو  " الله يستر ...هذه علامة من علامات غروب الساعة"...       
      




حمدان العربي الإدريسي
16.12.2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق