نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية الصراع الذي حصل على خلافة عرش إمارة رأس الخيمة ، أصغر الإمارات ، بعد وفاة أميرها الذي حكم الإمارة أكثر من ستة عقود ( 62 سنة) .
أحد الأخوين الذي أقصاه والده عن ولاية العهد عام 2003 ونفاه إلى خارج البلاد وتعيين شقيقه مكانه ، عاد بعد وفاة الوالد من منفاه مع حاشية مسلحة ليأخذ ولو بالقوة "عرش الإمارة". إلى حد الآن الحدث عادي ، يحدث في كل مكان وزمان ، وكم من مؤامرات ودسائس ودماء سالت عبر التاريخ في سبيل "الكراسي" واعتلاء العروش ...
و من أجل ذالك كم من امرأة تآمرت على زوجها وخلعته ، هذا إذا كان محظوظا و لم تزهق روحه . ومن أجل نفس الكرسي ، كم من ابن أزاح وطرد أبيه من فوقه ليجلس هو عليه... ومن أراد المزيد مع الاختصار عليه معرفة كيف سقطت "عروش" الأندلس وغير الأندلس وأسباب ليلة سقوط غرناطة... عندما شاعت ظاهرة " الكراسي قبل الأوطان ...فضاعت منهم الكراسي وضاعت معها الأوطان".
لكن الشيء الغير عادي في موضوع الأمير العائد ، كما نقلته الصحيفة ، بعد وفاة والده البالغ من العمر 92 و بعد سنتين من حملات العلاقات العامة وحملات قوى ضغط ، شكلها ذالك الأمير في المنفي مستعينا بمحامي بريطاني موكلا إليه مهمة وضع موازنة لقوى الضغط والعلاقات العامة منفقا 2،6 مليون جنيه إسترليني من أجل ذالك ، على حسب وثائق أطلعت عليها الغارديان ، في سبيل انتزاع والفوز بكرسي عرش الإمارة .
الأخطر من كل ذالك استعانته بالسفير الإسرائيلي في بريطانيا ، كما تؤكده الصحيفة ، ليكون معينا و "جاها" في سبيل كسب قلب و عطف الولايات المتحدة . ومن أجل ذالك الهدف ،أي كسب اهتمام و رضا "الأمريكان" ، نشر كل "غسيل" بلده ، حتى الملابس الداخلية ، على الملأ . مروجا لتقارير و أخبار ، لا يعرف درجة مصداقيتها ...
تقول هذه الأخبار و التقارير أن إمارة رأس الخيمة متواطئة مع جمهورية إيران الإسلامية و أصبحت منفذها و متنفسها الرئيسي لتتهرب ( أي إيران) من الحصار المفروض عليها بسبب مشروعها النووي .
وبذالك فهو أراد ضرب على وتر الأكثر حساسية الذي يؤلم و يؤرق الكيان الصهيوني ، ألا و هو المشروع النووي الإيراني ، وبالتالي "دغدغة" بقوة تلك الأماكن الحساسة لهذا الكيان . "وكل شيء يهون من أجل الكرسي " ، حتى ولو كان المقابل "سلامة وضياع الأوطان" ...
حمدان العربي الإدريسي
30.10.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق