وزير الداخلية الفرنسي يجر ( بضم الياء) إلى المحاكم وهو على رأس أكبر و أقوى وزارة ، ذكر اسمها فقط في الكثير من بلدان العالم يصاب السامع بجلطة دماغية والشلل النصفي إن كان محظوظا .
سبب محاكمته تصريحات أدلى بها عن قصد أو زلة لسان ،اعتبرت "مهينة وازدراء" اتجاه أشخاص تمس هويتهم و عقيدتهم . ووجدته المحكمة مذنب و حكم عليه بدفع الغرامة و التعويض للطرف المتضرر. وحضر الوزير جلسات المحاكمة ، بنفسه أو عن طريق من يمثله ، لا يهم لأنه لو رفض الامتثال للإرادة العدالة لاستخدمت ضده القوى العمومية ، ومن صدف الأمور هو رئيس تلك القوى العمومية.
ليس هذا يعني حبا لهؤلاء الأشخاص وهوياتهم وعقيدتهم ،ربما ذالك القاضي كان يحمل نفس أفكار ذالك الوزير أو أكثر .لكن عندما يتعلق الأمر بالعدالة و تطبيق القانون فلا مكان للأحاسيس الشخصية لتترك المكان لقاعدة "الكل تحت القانون " و "العدل أساس وديمومة الحكم"...
ليس هذا فحسب ، ليس ببعيد رئيس جمهورية فرنسا الحالي وهو على رأس السلطة يقف نجله أمام العدالة بعد شكوى مقدمة من طرف مواطن فرنسي على اثر حادث مروري . ولم ينقذ نجل الرئيس من عقوبة منتظرة إلا تردد الشاكي بعد أن طلب منه قاضي الجلسة إن كان هذا هو الشخص الذي أصاب سيارته بدراجاته النارية . فرد الشاكي أنه لم يتمكن من رؤية وجهه لأنه كان يرتدي خوذة ...
لو تجرأ أحد في كثير من البلدان العالم أن يفكر مجرد تفكير في هكذا إجراءات أو أمور لكان عليه الاختيار ما وراء الشمس أو "تازمامارت" ...رغم إني انصحه أن يختار قلب الشمس بدل من "تازمامارت"...
حمدان العربي الإدريسي
05.06.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق