التراث الشعبي و ما يحمله من قصص ظواهرها "غير منظورة" ، لكن باطنها
"معاني وحقائق" . قد ينظر البعض له ، أي التراث، بعين السخرية أو عدم
الاكتراث ويعتبره كلام موزون مكانه "الحكواتي" و "المدح " في
الأسواق. لكن الوقائع تقول عكس ذلك...
لقد تذكرت قصة من هذا التراث ، ألا وهي عندما خلقت الأرض وقبل أن يبعث الله سيدنا ادم لأعمارها ، كان هناك نسرا واحد لا غير يجوب الأجواء و البراري وسمكة تجوب البحار و حدها لا غير ...
وفي كل مساء يلتقيان ، السمكة و النسر ، عند إحدى الشواطئ ، وفي إحدى المرات شاهدت السمكة سيدنا ادم عند نزوله للأرض فقالت للنسر : "لقد جاء من يأكل رؤوسنا". قد يضحك الضاحك و يسخر الساخر ، لكن لهذه القصة "افتراضية" السرد ، وقائعها حقيقة يلمسها الإنسان في كل مكان وزمان ...
عندما ينظر ما فعله الإنسان منذ نزوله إلى الأرض إلى يومنا هذا وكم " أكل من رؤوس " ، لم يترك سمكة في البحار و لا نسرا في الأجواء ولا حتى رأس إنسان مثله على الأرض ...
قضى وهدد الحياة في كل مكان ولم يترك حتى أعماق البحار وكوارث البقع النفطية الهائلة ناتجة عن تسرب النفط الخام من منصات تابعة لشركات استخراج البترول، مهددة أحفاد تلك السمكة التي تنبأت بما سيفعله الوافد الجديد على هذه الأرض.وما هذه إلا لمحة بسيطة تسبقها وتلحقها كوارث يعجز الواصف عن وصفها...
هذا الإنسان لم تكفيه الصحاري و لا البراري لاستخراج النفط و الغاز فيلجأ إلى أعماق البحار و لا يهمه إن كان سيتسبب في ماسي بيئية عواقبها تهديد مصادر رزق و "أكل رؤوس" البشرية جميعا ...
أكثر من ذلك ، لم يكتف بهذه الموارد فأستغل الذرة لتكون هي أيضا مصدر طاقة والكل يعرف كم"ستأكل" من رؤوس في "رمشة" عين . ولم يكتف بذلك ففكر في استغلال الطاقة الموجودة في "قلب الشمس" ولا يعرف بعد بماذا يفكر...
صغارا ،عندما كانت عقولنا على قيس أجسادنا ، كنا نتساءل عن الغول ،أوصافه ،طوله ، كم هي سعة بطنه ، عن أسنانه الطويلة و الحادة ، وعن شهيته المفضلة ولماذا يفضل "اللحوم البشرية" و "آكل الرؤوس " و رؤية سيلان الدماء...
لكن عندما يصبح عقل الإنسان في مقياس جسمه وينظر بما فعله الإنسان منذ التنبؤ "الافتراضي" لتلك السمكة ، ابتداء "بهابيل و قابيل" ، رغما أنهما كانا الورثة الوحيدين للأرض وما فيها ،ورغم ذلك "أكل" الواحد "رأس" الأخر و عجز عما يفعل بجثة أخيه لولا الغراب...
وأتذكر جيدا تلك القصة التي كنا نقراها ونحن في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي عن ذلك الغول "الافتراضي" عندما حاول استدراج إنسان للغابة لكي يأكله ، وكان الجو باردا و لاحظ "الغول الافتراضي" أن ذلك الإنسان ينفخ في يديه ، سأله عن السبب أجابه "من أجل تدفئتهما من شدة البرد"...
وعندما وصلا إلى غار "الغول" قدم للشخص المذكور حساء ساخنا تمهيدا للانقضاض عليه ويلتهمه ، فلاحظ أنه ينفخ في ذلك الحساء المقدم له ، سأله عن السبب ، أجابه "لتبريده" ...
ففر الغول "الافتراضي" هاربا من وجه ذلك الشخص ، ولسان حاله يقول كيف يمكن التهام شخص بتنفس واحد يمكن له تسخين و تبريد الأشياء. بمعنى ، أنه هو الذي "سيأكل رأسه"...
أنظر بعد ذلك ما فعله هذا الإنسان لم "يأكل فقط الرؤوس" و إنما أباد كل ما وقعت عليه يديه برا ،جو و بحرا. بقى هل مازلنا نتساءل عن أوصاف " الغول" ؟ ...
لقد تذكرت قصة من هذا التراث ، ألا وهي عندما خلقت الأرض وقبل أن يبعث الله سيدنا ادم لأعمارها ، كان هناك نسرا واحد لا غير يجوب الأجواء و البراري وسمكة تجوب البحار و حدها لا غير ...
وفي كل مساء يلتقيان ، السمكة و النسر ، عند إحدى الشواطئ ، وفي إحدى المرات شاهدت السمكة سيدنا ادم عند نزوله للأرض فقالت للنسر : "لقد جاء من يأكل رؤوسنا". قد يضحك الضاحك و يسخر الساخر ، لكن لهذه القصة "افتراضية" السرد ، وقائعها حقيقة يلمسها الإنسان في كل مكان وزمان ...
عندما ينظر ما فعله الإنسان منذ نزوله إلى الأرض إلى يومنا هذا وكم " أكل من رؤوس " ، لم يترك سمكة في البحار و لا نسرا في الأجواء ولا حتى رأس إنسان مثله على الأرض ...
قضى وهدد الحياة في كل مكان ولم يترك حتى أعماق البحار وكوارث البقع النفطية الهائلة ناتجة عن تسرب النفط الخام من منصات تابعة لشركات استخراج البترول، مهددة أحفاد تلك السمكة التي تنبأت بما سيفعله الوافد الجديد على هذه الأرض.وما هذه إلا لمحة بسيطة تسبقها وتلحقها كوارث يعجز الواصف عن وصفها...
هذا الإنسان لم تكفيه الصحاري و لا البراري لاستخراج النفط و الغاز فيلجأ إلى أعماق البحار و لا يهمه إن كان سيتسبب في ماسي بيئية عواقبها تهديد مصادر رزق و "أكل رؤوس" البشرية جميعا ...
أكثر من ذلك ، لم يكتف بهذه الموارد فأستغل الذرة لتكون هي أيضا مصدر طاقة والكل يعرف كم"ستأكل" من رؤوس في "رمشة" عين . ولم يكتف بذلك ففكر في استغلال الطاقة الموجودة في "قلب الشمس" ولا يعرف بعد بماذا يفكر...
صغارا ،عندما كانت عقولنا على قيس أجسادنا ، كنا نتساءل عن الغول ،أوصافه ،طوله ، كم هي سعة بطنه ، عن أسنانه الطويلة و الحادة ، وعن شهيته المفضلة ولماذا يفضل "اللحوم البشرية" و "آكل الرؤوس " و رؤية سيلان الدماء...
لكن عندما يصبح عقل الإنسان في مقياس جسمه وينظر بما فعله الإنسان منذ التنبؤ "الافتراضي" لتلك السمكة ، ابتداء "بهابيل و قابيل" ، رغما أنهما كانا الورثة الوحيدين للأرض وما فيها ،ورغم ذلك "أكل" الواحد "رأس" الأخر و عجز عما يفعل بجثة أخيه لولا الغراب...
وأتذكر جيدا تلك القصة التي كنا نقراها ونحن في السنوات الأولى من التعليم الابتدائي عن ذلك الغول "الافتراضي" عندما حاول استدراج إنسان للغابة لكي يأكله ، وكان الجو باردا و لاحظ "الغول الافتراضي" أن ذلك الإنسان ينفخ في يديه ، سأله عن السبب أجابه "من أجل تدفئتهما من شدة البرد"...
وعندما وصلا إلى غار "الغول" قدم للشخص المذكور حساء ساخنا تمهيدا للانقضاض عليه ويلتهمه ، فلاحظ أنه ينفخ في ذلك الحساء المقدم له ، سأله عن السبب ، أجابه "لتبريده" ...
ففر الغول "الافتراضي" هاربا من وجه ذلك الشخص ، ولسان حاله يقول كيف يمكن التهام شخص بتنفس واحد يمكن له تسخين و تبريد الأشياء. بمعنى ، أنه هو الذي "سيأكل رأسه"...
أنظر بعد ذلك ما فعله هذا الإنسان لم "يأكل فقط الرؤوس" و إنما أباد كل ما وقعت عليه يديه برا ،جو و بحرا. بقى هل مازلنا نتساءل عن أوصاف " الغول" ؟ ...
بلقسام حمدان العربي الإدريسي
12.05.2010
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق