Dig dans Une Mémoire

Dig  dans  Une  Mémoire
Dig dans Une Mémoire

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)

محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي)
محمد بلقسام (حمدان العربي الإدريسي) كاتب ، صاحب : مجموعة قلم ، ثقافة ، فكر و معرفة

آخر المقالات

1 أبريل 2020

استقالة الأولياء في حصانة أولادهم من "عسل النتانة"...



كنت كتبت في موضوع سابق ، عن قصة بائع الفهامة في الأسواق . القصة ،  رجلا كان يملئ دلوا من النجاسة ( أكرمكم الله ) ، يغلفها بغشاء من العسل  ويطوف  بالأسواق أنها مادة الفهامة للبيع  ...
وقارنت بين ذلك  وبين ما يحدث الآن في مجتمعاتنا من تطور مذهل في وسائل التواصل البشري حيت أصبحت البشرية  عبارة عن لمة  واحدة  في مكان و زمان واحد و كل واحد حامل دلو لا يعرف ما بداخله ، أهي نجاسة أو أخطر من النجاسة ...
هذه اللمة البشرية من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها ، لا يختلف اثنين عن فوائدها الاجتماعية و سرعة تبادل الأخبار و تقاسم الأفكار و  المعلومات. لكن أيضا لا يختلف اثنين أنها  دلوا محتواه  أكيد ليس عسلا بالكامل...
وهذا يعتبر  أكبر خطر يهدد المجتمع ، على الأقل في المدى المنظور و البعيد،  خاصة بالاستقالة الجماعية للوالدين فيما يخص وظيفتهما والتزاماتهما  في مراقبة  أولادهم ، خصوصا في السن المراهقة ( بالتحديد الجنس الأنثوي) ،  من هذه "اللمة"  و الانعكاسات الخطيرة على مستقبلهم التربوي و السلوكي، تكون من خلالها سلبيات و مساوئ الشارع أهون منها  ...
الأخطر أن هذه  المسالة أصبحت خارج  اهتمامات الكثير من الوالدين ،على الأقل في مدى علمي و محيطي ، وأنا متأكد أنها ظاهرة ممتدة العروق و هي تزداد عمقا و وسخا من دلو النجاسة نفسه...
الوالدين الذين لا يحصنون أبنائهم  ، بالخصوص  في السن المراهقة ،من مخاطر هذه المواقع وأنها أصلا  منصات للتثقيف و ليست صناديق تخزين إفشاء  المعلومات  الشخصية و الخاصة أو التواصل مع من هب و دب..
و من خلال تجربتي على هذه منصات صادفتني حالات عديدة عن شباب تفوح منه  رائحة البراءة و حسن النية  يبوح لك بأسراره في رمشة عين  و أنا متأكد أنها معلومات حقيقة من شخص غير محصن...
 لأن هؤلاء يعانون من فراغ نفسي و توجيهي  وعدم حقنهم   بحصانة التحفظ  ومسافة الاحترام وان ليس كل  دلو عسل . مما يصبحون فرائس سهلة السقوط في  مستنقعات ليس لها قاع تؤثر سلبا على مستقبلهم...
في الحقيقة ما تم ذكره ما هو سوى واجهة لما وصلت إليه    الوظيفة الأبوية  والتي أصبحت مقتصرة على  الإنجاب والإنجاب فقط ، أما الجوانب الأخرى  ، التربوية و التوجيهية فهي انتقلت من الشارع إلى المواقع التواصل الاجتماعي ...
المخيف ، سلبيات هؤلاء الوالدين ليس لها حدود و هي في تتطور باتجاه مؤشر السلبي مما   تزداد  معها المخاوف بأن بائعي الفهامة مستقبلا لا يحتاجون تغطية نجاستهم بطبقات من العسل و إنما يبيعونها مباشرة لأن هناك من يشتري بدون ما يهتم ما هو موجود أصلا  داخل  الدلو...
الأخطر من ذلك كله ، بعض الأولياء لا يجدون حرجا في ترك أولادهم فردا و جماعة بين الإخوة من الجنسين في السن المراهقة، "وما أدراك ما السن مراهقة" ، يسبحون ويتجولون ليلا نهارا بدون ضبط أو مراقبة في عالم  الفضائيات و مواقع ، أغلبها  مختصة في "التوجيه الأخلاقي المجاني"، لون العسل و محتواها أوسخ من  النجاسة نفسها " ..




بلقسام حمدان العربي الإدريسي
01.04.2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق